دعا "إعلان الجزائر" الذي توّج أشغال الندوة الدولية الثالثة حول مقاومة المرأة الصحراوية، في ختام أشغالها، إلى التعجيل بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية. وشدّد البيان الختامي لهذه الندوة التي عرفت مشاركة أكثر من 400 امرأة من مختلف بلدان العالم ومن كل القارات، على ضرورة توسيع مهمة بعثة منظمة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الإقليم المحتل. واستوقف المشاركون الذين مثلوا 45 دولة المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي؛ من أجل مراجعة علاقات الاتحاد الأوروبي مع المغرب، في سياق احتلال الصحراء الغربية الذي يُعتبر "غير شرعي على الصعيد الدولي". وحث المشاركون، أول أمس الأحد، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على عدم الوقوف على مستوى مجلس الأمن الدولي، في وجه مشروع القرار، الرامي إلى توسيع مهمة بعثة "مينورسو" واتخاذ موقف "يشرّف" فرنسا إزاء نزاع الصحراء الغربية. كما ذكّروا إسبانيا ب "مسؤوليتها التاريخية" في الصحراء الغربية، وطالبوا حكومتها بالانضمام إلى مواقف المجموعة الدولية بخصوص تنظيم استفتاء حر ونزيه في أقرب الآجال. كما دعت المشارِكات إلى تجنّد المجتمع المدني في مختلف أنحاء العالم ومناضلي حقوق الإنسان والهياكل متعددة الأطراف والحكومات والدول، لحمل السلطات المغربية على إطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين، والكف أيضا عن استغلال الثروات الطبيعية الصحراوية. وأشادوا بالمرأة الصحراوية وبدورها المحوري في كفاح الشعب الصحراوي من أجل الكرامة والحرية، وأكدوا حقها في المقاومة الذي كرسته اللائحة 3734 الأممية في مادتيها الثانية والثالثة. واستعرض المشاركون الإسهام الجوهري للمرأة الصحراوية في انتصار كفاح الشعب الصحراوي، و«شجبوا" مماطلات السلطات المغربية، التي لم تُظهر أية نية بنّاءة في البحث عن حل عادل ومستدام لنزاع الصحراء الغربية. يُذكر أن الندوة نُظمت بمبادرة من اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي واللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، تحت عنوان "حق المرأة في المقاومة: المرأة الصحراوية نموذجا". وفي سياق التضامن الدولي مع القضية الصحراوية، أكد الرئيس الفنزويلي الجديد نيكولاس مادورو "التزام بلاده بالمرافعة" عن قضية الشعب الصحراوي، ودعم كفاحه من أجل الاستقلال خلال استقباله الجمعة الأخير لوفد صحراوي بالعاصمة كراكاس. وشارك الوفد الصحراوي الذي قاده الوزير الأول عبد القادر طالب عمر، في مراسم تنصيب الرئيس مادورو التي جرت بمقر البرلمان الفنزويلي. وبهذه المناسبة جدّد الوفد الصحراوي "إرادة القيادة الصحراوية في تقوية العلاقات الثنائية وتوسيع مجالاتها بين البلدين والشعبين الشقيقين". كما كانت للوفد لقاءات مع بعض أعضاء الحكومة الفنزويلية الجديدة، خاصة الخارجية والدفاع والبترول. وعلى هامش التنصيب، أجرى الوفد الصحراوي عدة لقاءات مع الوفود المشاركة، منها وفد إيران وكوبا ونيكاراغوا وقطر والإمارات العربية والصين وغوايانا وهايتي وجمهورية دومينيكان. في سياق آخر، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بشدة، الحكم الصادر عن محكمة استئناف الرباط في حق المعتقل السياسي الصحراوي الديحاني محمد، بالسجن لمدة ست سنوات على خلفية مواقفه السياسية من قضية بلاده. وأكدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، "عدم قانونية هذه المحاكمة؛ كونها تحتوي في طياتها على تناقضات واضحة، أثبتها محامي الديحاني، فضلا عن تعرّض هذا الأخير للتعذيب عدة مرات". كما اعتبرت الشبكة أن الأحكام الجائرة التي تُصدرها السلطات المغربية في حق النشطاء الصحراويين، تُعد "انتهاكا صارخا لأبسط حقوق الإنسان".