تعتزم سفارة الجزائر بواشنطن إطلاق بوابة إلكترونية للكفاءات الوطنية المقيمة بالخارج، حيث دعت جميع الباحثين الجزائريين والمسيّرين المهنيين من مختلف القطاعات الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة، إلى تسجيل أنفسهم في السجل الإلكتروني الوطني الخاص بالكفاءات الوطنية، والذي أطلقته كتابة الدولة المكلَّفة بالجالية الوطنية في الخارج عشية يوم العلم المصادف لتاريخ 16 أفريل. وقد تم إطلاق هذه البوابة الإلكترونية من مقر وزارة البريد وتكنولوجيا الاتصال، حيث يهدف هذا العمل الذي تم بالتنسيق مع وزارة البريد إلى الاستفادة من الخبراء من أفراد الجالية في التنمية الوطنية وتحقيق التبادل بينهم وبين نظرائهم في أرض الوطن، كما تم في إطار العملية إقامة خلايا اتصالية في مدينة ليون بفرنسا، جمعت الخبراء في شتى الميادين ومباشرة تنصيب خلايا أخرى في باريس وكندا. وتحتوي البوابة على 3 بنوك معطيات، الأول مخصَّص للكفاءات؛ حيث بإمكانهم التسجيل فيه بشكل فوري، والذي من شأنه أن يلقى تجاوبا كبيرا من الجاليات في فرنسا وأوروبا بشكل عام وحتى أمريكا وفي كل التخصصات. أما الثاني فيخص المؤسسات الاقتصادية الجزائرية، التي بإمكانها تسجيل نفسها في البوابة، وتدوين ما تحتاجه من معلومات وخبرات في البحث العلمي والاقتصاد والسياسة. أما بنك المعلومات الثالث فهو مخصَّص للتبادل العلمي بين الباحثين الجزائريين في الداخل والخارج؛ قصد تجاوز النظرة السابقة، التي تدعو إلى رجوع الباحثين الجزائريين المتواجدين بالخارج إلى الوطن؛ بغرض المساهمة في تنمية البلاد، حيث يمكنهم ذلك عن طريق استعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال وبالتعاون مع الوزارات المعنية. وجاء إطلاق هذه البوابة في سياق البحث عن أفضل السبل للاستفادة من الكفاءات الوطنية، حيث تعمل السلطات العمومية في إطار سياستها وتوصيات رئيس الجمهورية، على إقامة روابط مع أفراد الجالية التي لم تعد تشكل الفئة البسيطة من العمال فقط، بل بإرساء مقاربة تنصَّب في إطار البحث عن كيفية تلبية انشغالات الجالية ودراستها في إطار التسجيل في البوابة؛ بحيث سيكون هذا الباب فضاء للتبادل والتواصل بين الطرفين دون حتمية العودة إلى أرض الوطن، مما يسمح بتحقيق مشاريع تبادل بين الكفاءات في الخارج والمؤسسات الوطنية، إلى جانب تنظيم لقاءات في إطار ما يسمى بالجامعات الصيفية وجامعات التكوين وورشات العمل في مجال أمن المعلومات، من خلال استضافة باحثين لتقديم محاضرات في إطار التبادل العلمي. وكانت للسيد ساحلي مؤخرا لقاءات مع الكفاءات في فرنسا، حيث تم هيكلتهم في إطار مقاربة اجتماعية مهنية، من خلال تكوين خلايا اتصالية جمعت الأطباء والبيولوجيين معا، والمهندسين والمكلَّفين بالتعمير معا، وخبراء المال ورجال الأعمال معا، والمهتمين بالعمل الثقافي والفني معا، والباحثين الجامعيين والشباب المهتمين بالعمل الجمعوي، إذ قاموا بطرح انشغالاتهم وتصوّرهم عن كيفية المساهمة في تنمية البلاد، وقد لقيت العملية نجاحا في ليون قبل أن تتم مباشرتها في باريس وكندا مع المتخصصين في تكنولوجيات الاتصال الحديثة. وبدا أن السياسة السابقة من أجل استقطاب الكفاءات الوطنية لم تجد نفعا رغم تعهدات بتقديم كل التسهيلات لها، بما فيها الإبقاء على نفس الراتب الشهري والدرجة العلمية. وكانت المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي على مستوى وزارة التعليم العالي، قد حددت قائمة من أربعة آلاف باحث جزائري مقيم بالخارج بإمكانهم تقديم الإضافة الحقيقية للجزائر، وتقييد في قائمة الوزارة أكثر من 200 مشروع بحث في الوقت الذي نفت أن يكون نجاح الباحثين الجزائريين في الخارج مرده إلى الإمكانات المادية التي توفرها البلدان الأوربية وغيرها. للإشارة، فإن الباحثين في الجزائر على فئتين، تضم الأولى الأساتذة الباحثين، وعددهم 30 ألف أستاذ، وفئة ثانية هم الباحثون الدائمون وعددهم 2066 باحثا، بمعدل يقدَّر ب 580 باحثا لكل مليون ساكن في الجزائر، وهو رقم ضئيل مقارنة بالمستوى العالمي الذي يحدد 1066 باحثا لكل مليون ساكن، وهو ما تسعى مصالح وزارة التعليم العالي لتداركه من خلال فتح 3800 منصب جديد للباحثين على المستوى الوطني في آفاق 2018.