عرف المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، مؤخرا، إقبالا منقطع النظير من طرف الشباب وعشاق الفن الرابع، وذلك لمتابعة مسرحية “الحرڤة”، والتي تعالج قضية الهجرة غير الشرعية. والمسرحية من تأليف أرزقي كهينة وإخراج سفيان عطية ومن تنظيم جمعية النساء الجزائريات، تمثيل فاطمة بلبل، فيصل تونسي وأنيس عربي وآخرين. وقد استطاعت بطلة مسرحية الحرڤة “روة” أن تخطف الأضواء من خلال دورها في تجسيد المرأة “الحراڤة”، والتي تبدأ قصتها مع خطيبها فيصل الذي يتركها بعد أن اغتصبها، فتعود إلى منزلها منهارة، تحطمت أحلامها، تحاول الأم أن تعرف سبب حزن ابنتها لكن دون جدوى. ومع مرور الوقت يلتقي شقيق الجامعية مروة بأصدقائه في الشارع، حيث يتقاسمون الهموم والأحزان ويحلمون بقوارب الموت للإبحار نحو إيطاليا، للبحث عن شغل ينسيهم مأساتهم وفقرهم، وقتها يكتشف الأخ أن شقيقته مروة قد تخلى عنها خطيبها؛ باعتبارها ليست الزوجة المناسبة له، وهنا تبدأ معاناة مروة بعد أن يضربها أخوها ويشتمها، ويجد والدها في النهاية مخرجا لمأزق ابنته، فيزوجها لشيخ همه الوحيد احتساء الخمر والتسكع في الشوارع. ولإرجاع الابتسامة لمروة تحاول شقيقتها الذهاب إلى خطيبها فيصل، تخبره أن أهلها سيزوجون أختها، إلا أن فيصل لا يبالي بها ويتركها في منتصف الطريق، وبعدها تجد بطلة المسرحية مروة نفسها مضطرة للحرڤة والاتجاه نحو المجهول والبحث عن حياة أخرى، تاركة وراءها رسالة وداع لأهلها، والذين يصطدمون بنبأ رحيل ابنتهم دون عودة إلى المنزل. مسرحية “الحرڤة” نالت إعجاب الكثير من الشباب وحتى أهالي الحراڤة، وتنتهي المسرحية بأغنية حول معاناة الحراڤة الجزائريين في الغربة.