استمتع، أول أمس الخميس، أطفال قسنطينة بعرض مسرحي شيق من تقديم فرقة "مسرح الليل" التي قدمت مسرحية جديدة بعنوان "بقرة اليتامى" المستمدة من التراث الشعبي الجزائري والتي اعتاد الأطفال سماعها من الأمهات والجدات. وقد حاولت المسرحية، عبر الممثلين التسعة الذين جسدوا شخصياتها، غرس صورة إنسانية راقية وإيصال رسالة سامية ونبيلة إلى الجمهور خاصة فئة الأطفال، باعتبار ان هذا العمل المسرحي موجه لهم، على أن التربية الصالحة ضرورية لأي طفل. وتروي "بقرة اليتامى" قصة الصراع الأبدي بين الخير والشر التي تناولتها المسرحية في قالب درامي شيق، بتصوير حياة طفلين صغيرين من أسرة فقيرة هما "ظريف " و"مرجانة" اللذين يفقدان والدتهما وهو ما يحزنهما بشدة، حتى أن البقرة التي تركتها الأم تحزن معهما إلى درجة أن الحليب جف من ضرعها، وتبدأ بعد ذلك رحلة الشقاء خاصة مع زواج الأب من امرأة قاسية كان هدفها الأول منذ دخولها البيت إلى التفريق بين أفراد الأسرة، ليزداد حقدها وكراهيتها للولدين بعد أن ترزق بابنة " عسلوجة" وهو ما دفع بزوجة الأب إلى طردهما من المنزل، فقامت بذبح البقرة التي كانت توفر لهما الحليب ،وتتواصل الحكاية الشيقة ل"بقرة اليتامى " حيث يتحول ظريف إلى غزال بعد أن شرب من النهر السحري، وتتخلص مرجانة من بؤسها عندما تتزوج السلطان الذي يوفر لها كل متطلبات الحياة السعيدة والكريمة. وتدور الأيام على زوجة الأب وابنتها عسلوجة بعد أن وجدا نفسيهما في حالة فقر وبؤس، وهو ما جعلهما تلجآن إلى مرجانة التي لاقتهما بالترحيب رغم كل ما رأت منهما هي وأخيها، ولكن رغم كل مافعلته معهما إلا أن زوجة الأب وابنتها بادرتا إلى تدبير حيلة شيطانية للتخلص من مرجانة من خلال رميها في البئر وذبح الغزال ظريف، ولأن الخير ينتصر دائما على الشر تمكن السلطان من إنقاذ زوجته التي رزقت بتوأمين وهي تعيش في قاع البئر ،ويتمكن من أبطال مفعول السحر ليرجع، ويعود ظريف إلى صورته الآدمية. وهكذا يلتئم شمل العائلة من جديد ليعيش الأب مع ابنيه والسلطان في القصر الملكي.