احتفل العمال الجزائريون بعيدهم العالمي وسط أجواء ملؤها الأمل والتباشير، بعد أن تلقوا رسالة رئيس الجمهورية الذي لم يفوت الفاتح ماي وكان السباق -ككل مرة- إلى تقديم التهاني وإن كان على فراش المرض بمستشفى فال دوغراس بباريس، يُطمئنهم عن صحته ويُهنئهم بعيدهم السنوي، متمنيا للجميع تحقيق كل ما يصبون إليه من تنمية ورفاهية..، كما شكلت هذه الاحتفالات فرصة للترحم على أبرز النقابيين والوقوف على أبرز المكتسبات التي تحققت للعمال خلال العشرية الأخيرة.. كما تم خلال هذه المناسبة، الإعلان عن منحة لعمال الجنوب مرفوقة بالزيادات السنوية في معاشات المتقاعدين المتوقع تسلمها شهر ماي الجاري، حسبما أكده وزير العمل. وقد أثلجت رسالة رئيس الجمهورية قلوب الملايين من العمال الجزائريين الذين تعودوا ككل عام وقفة الرئيس إلى جانبهم، خلال هذا العيد السنوي ورسائله المحفزة على السير قدما. وقد أعلن وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، السيد الطيب لوح، أن لجنة عمل وزارية تعمل على رفع منحة الجنوب لتحتسب وفق أجر سنة 2008 عوض أجر 1995، وأوضح الوزير في كلمة ألقاها أمس بمعسكر، التي احتضنت الاحتفالات الرسمية بعيد العمال، أن اللجنة المختصة تعمل حاليا على الإعداد لرفع المنحة الخاصة بعمال الجنوب، لتحتسب وفقا لوعاء الأجر لسنة 2008، الذي أعقب مراجعة القانون الأساسي لعمال الوظيف العمومي والزيادات في الأجور المرتبطة به، ويتوقع الانتهاء من ذلك العمل قريبا. كما أعلن السيد لوح من جهة ثانية، عن دخول الزيادات السنوية في معاشات المتقاعدين للسنة الجارية حيز التطبيق خلال ماي الجاري، وأبرز أنه تجري حاليا دراسة من قبل مختصين"لتكفل الدولة بكل فوائد القروض البنكية الموجهة للشباب، في إطار برامج التشغيل المختلفة ضمن سياسة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، المبنية على تدعيم الشباب وهي سياسة ستستمر مثلها مثل جميع مجهودات الدولة لصالح الفئات الضعيفة في المجتمع". وجدد الوزير خلال هذا التجمع الذي شهد حضور جمع غفير من الإطارات النقابية والعمال، التأكيد على "المكتسبات التي تحققت لصالح المواطنين والعمال منذ 1999، وأبرزها عودة الأمن والاستقرار بعد أزمة كادت أن تؤدي إلى انهيار الدولة"، مضيفا أن "الجزائر استطاعت العودة للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي بعد سنوات أليمة، تم خلالها تسريح 400 ألف عامل من مناصبهم وغلق مئات المؤسسات والمصانع". وأشار المتحدث إلى أنه "ابتداء من سنة 2000، شهدت الجزائر مرحلة من إعادة الإعمار تحت قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبر برامج تنموية مختلفة، سمحت بتزويد البلاد ببنية تحتية قوية واعتماد سياسة اجتماعية متينة. وإضافة إلى الرفع من القدرة الشرائية عبر رفع الحد الأدنى للأجور عدة مرات وزيادة الأجور لعمال الوظيف العمومي وعمال القطاع الاقتصادي، في إطار الحوار المستمر بين الحكومة والاتحاد العام للعمال الجزائريين"، كشف الوزير أن المستفيدين من خدمات بطاقة الشفاء في الجزائر بلغ عددهم 28 مليون مواطن "كلهم يتحصلون على الأدوية والخدمات بسهولة كبيرة". ومن جهته، ثمن السيد أحمد قطيش ممثل الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين في كلمته، "الإنجازات الكبرى التي تحققت لصالح العمال خلال عهدة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بفضل حكمه الراشد وسياسته القوية، وفتحه باب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين"، داعيا لرئيس الجمهورية بالشفاء العاجل وكذا للأمين العام للمركزية النقابية، السيد عبد المجيد سيدي السعيد. وبمناسبة الاحتفالات بعيد العمال، نظم سباق لسعاة البريد بوسط مدينة معسكر وكذا معرض لإبراز آليات التشغيل المتوفرة، كما سلمت صكوك مالية لمجموعة من أصحاب المشاريع المعتمدة من أجهزة التشغيل المختلفة. وبدار الشعب تجمع عدد من العمال يمثلون مختلف المؤسسات والقطاعات العمومية لولاية الجزائر، وقد تم بالمناسبة، وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري المخلد لروح الأمين العام السابق للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد الحق بن حمودة، وبهذه المناسبة شدد الأمين الوطني المكلف بالتكوين بالمركزية النقابية، السيد الهاشمي بن موهوب على ضرورة العمل من أجل ترقية دور النقابة المركزية خلال المرحلة القادمة، قصد التكفل بصورة فعّالة بانشغالات واهتمامات العمال. وأبرز المتحدث، أهمية تجسيد الديمقراطية داخل هياكل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وتمكين الكفاءات القادرة على تحمل المسؤوليات من البروز والدفاع عن مصالح الطبقة الشغيلة، كما دعا السيد بن موهوب مناضلي الاتحاد إلى السهر على تشجيع الشباب والعنصر النسوي داخل هياكل الاتحاد من أجل "مواجهة التحديات الراهنة"، مشيرا إلى أن انشغالات المركزية النقابية في المرحلة المقبلة، تتمثل في إعادة بناء الاتحاد العام لتعزيز المنظمة النقابية وترقيتها تماشيا مع مبادئها، لا سيما وأن"انعقاد المؤتمر القادم للاتحاد على الأبواب". وهي نفس الأجواء التي عرفتها مختلف مناطق البلاد، تم خلالها التأكيد على الحفاظ على المكاسب العمالية من بنية اقتصادية قاعدية ومزايا اجتماعية.