تمكنت السيدة بن فريحة من تحقيق حلم تكوين نادي الإبداع الفني الذي راودها لسنوات، حيث ضم ناديها مجموعة من المبدعين والحرفيين الذين شاركوا في معرض الزهور الذي احتضنته ساحة الثورة بمدينة عنابة مؤخرا، حيث ظهرت أعمالهم كفسيفساء جمعت مختلف الفنون. تميز وتفرد، هي السمة التي ميزت الأعمال الفنية التي أعجب بها الجمهور على غرار الرسم على الزجاج، الزخرفة على الفخار، صنع «البورتريات»، الرسم على القماش والتنويع في اللوحات الزيتية، كما امتدت موهبة هؤلاء الشباب المولعين بالجمال إلى النحت على الرمل وتزيين الأواني الفخارية برسومات توحي للزائر لأول وهلة، بأنه أمام متحف فني فاخر، وبإمكانيات بسيطة جدا تقول رئيسة النادي السيدة بن فريحة : «تمكنا من فرض مساهمتنا في تعزيز التراث العنابي من خلال تعريف الجمهور والزوار بأهمية الرسم والنحت، علما أن عدد المشاركين هو 15 فنانا، هدفنا الوحيد هو ترويج المنتوج المحلي لمدينة عنابة بالولايات المجاورة، والمشاركة الواسعة في المعارض الوطنية، ومن ثم تبادل الأفكار لتطوير نشاطاتنا». خلال زيارتنا لنادي الإبداع الفني، لفت انتباهنا النمط الجديد الذي استطاعت الفنانة آمال سخري استحداثه من خلال الرسم على الفخار، والمزج بين الفسيفساء القديمة والجديدة من خلال المحافظة على الشكل الداخلي للمواد التي عملت على تحويلها وإعطائها شكلا جديدا في صورة يغلب عليها النمط الإبداعي، إلى جانب تزيين أكسسوارات توضع فيها شموع العرائس بألوان فاتحة الربيع والحياة. أما المبدع لكحل محمد الهادي، فقد حمل على عاتقه مسؤولية تعزيز الإرث الثقافي الثقيل للمدينة العتيقة «بلاص دارم»، حيث حاول تجسيد قصة كل زاوية من المدينة القديمة بلوحات زيتية بألوان تنم عن حزن الفنان لكحل وقلقه على اندثار التراث القديم، وبابتسامة بريئة تحمل إطلالة آمل قال محدثنا : « أتمنى أن تهتم الجهات المعنية بالإرث التراثي لمدينة عنابة، خاصة منها جامع أبي مروان الشريف الذي يتوفر على مقاييس تحويله إلى محمية عالمية مثل المدينة العتيقة «بلاص دارم» لأنه محطة تاريخية إسلامية مهمة في تاريخ الجزائر. وفي سياق متصل، استطاع الفنان التشكيلي محمد منديلي عاشق الزخرفة الإسلامية، أن يعكس جاذبية بونة من خلال لوحاته الزيتية المتميزة في عالم الفنون التشكيلية، والذي تمنى أن تفتح أمامه الأبواب للعطاء أكثر. جمال تمتام المولع برسم «البورتريات» عكست لوحاته عشقه الكبير للمرأة التي تعتبر عماد المجتمع. أما المبدع كانوني رياض، فقد أثمر عشقه للبحر أعمالا فنية مميزة جمعت بين النحت والتزيين بالرمال على الأواني الفخارية.