نظمت مصلحة أمراض الدم للمستشفى الجامعي ابن باديس لقسنطينة مؤخرا، أبوابا مفتوحة حول أمراض الدم. هذه الأبواب كانت مناسبة لعرض أول مركز لعلاج الهيموفيليا الذي يقدم نظام علاج متعدد، يشارك فيه أطباء وممرضون ومتخصصون في العلاج الفيزيائي. أشار البروفسور بن منصور رئيس مصلحة أمراض الدم بمستشفى ابن باديس وراعي التقنية العلاجية الجديدة الخاصة بمرضى ”نزف الدم” أو ”الهيموفيليا”، إلى أنه بفضل تنصيب هذا النظام العلاجي فإن المصابين بالهيموفيليا ينزفون بصفة أقل بكثير عما كانوا عليه من قبل، كما انخفضت نسبة تعرضهم للنزيف الحاد، وهذه أهم ملاحظة تقدَّم بعد دخول هذا النظام العلاجي الجديد حيّز التطبيق مع فتح أول مركز لعلاج الهيموفيليا بالجزائر، والمتواجد بولاية قسنطينة. ومن إيجابيات وضع هذا النظام العلاجي استفادةُ 35 عائلة حاليّا تحصي كل منها مصابَين اثنين على الأقل بنوع من أمراض الدم من دورات تدريبية في برنامج التعليم العلاجي يمتد على 6 دورات إلزامية موجَّهة للوالدين وأطفالهما، تشرف عليها فرق طبية متخصصة، وهي طريقة عمل معتمَدة ومدعَّمة من طرف مخابر ”باير” الألمانية، وتندرج ضمن توعية وتحسيس المرضى وذويهم بالطرق الصحيحة للتعايش مع المرض. وفيما يتعلق بانتشار الهيموفيليا تحديدا، فإن مصلحة أمراض الدم لمستشفى ابن باديس تحصي ما يقارب 15 حالة إصابة جديدة سنويا في قسنطينة وضواحيها، وهناك قلق متزايد من تصاعد معدل الإصابة أكثر، إذ يشير المتخصصون إلى أن عدد المرضى في تزايد مقلق. ويغطي مركز علاج الهيموفيليا بقسنطينة مساحة 120 مترا مربعا، يضم قاعة للاستشارة الطبية والرعاية الصحية، قاعة استشفاء وفق المعايير الدولية، وأيضا قاعة للاجتماعات المنتظَر أن تلعب دورا رئيسا في الجمع بين الأطباء والمرضى في ورشات عمل التعليم العلاجي. وجاء مركز علاج الهيموفيليا ليدعّم التعديلات العلاجية في الكشف المبكر لهذا المرض، ويدعّم التثقيف الصحي والرعاية الصحية، إلى جانب تنظيم إعادة التأهيل الوظيفي وحتى اتخاذ القرارات الطبية دون إغفال دعم التكوين المتواصل، والتنسيق المستمر بين الفرق الطبية للمنطقة. ومن المنتظَر أن يرافق هذا المركز برنامج خاص للتعليم العلاجي حول تحسين نوعية حياة مرضى الهيموفيليا، وهي الحياة التي يعلّق عليها المتخصصون بأنها قد شهدت تحسنا ملحوظا منذ بدء الوقاية الأولية والثانوية مع استعمال (عامل 8) المتاح في الجزائر منذ عام 2009. والهيموفيليا هو اضطراب وراثي مرتبط بالجنس، فهو يمس الذكور بشكل خاص، ويمس حالة واحدة من كل عشرة آلاف ولادة جديدة. ويُحصي العالم اليوم 000 .400، شخص يعانون من الهيموفيليا. ويمس هذا المرض اليتيم بالجزائر 2500 مصاب، حسب الجمعية الوطنية لمرضى الهيموفيليا. تجدر الإشارة إلى أن برنامجا وطنيا للهيموفيليا قد تم وضعه في فبراير 2013 بالتنسيق بين وزير الصحة ورئيس الاتحاد العالمي للهيموفيليا، لتكفُّل أحسن بمرضى الهيموفيليا بالجزائر.