تحصي الجزائر حوالي 3 آلاف مصاب بالهيموفيليا، 40 بالمئة منهم أطفال يعانون من عدة مشاكل أهمها نقص التكفل الجدي بحالاتهم المرضية، حسب السيد اقدرزان ايدير رئيس الجمعية الوطنية للهيموفيليا، والذي أوضح لنا مؤخرا على هامش ملتقى طبي بالعاصمة أن نقص عامل التجلط 8 و9 يبقى أهم عائق أمام تحسين التكفل بالمصاب، قائلا إن انعدام استراتيجية وطنية للدم وصناعته بالوطن يحول دون تحقيق التكفل المرجو بالمصابين بأمراض الدم المتعددة. وأضاف المتحدث أن عمليات فصل مكونات الدم بالجزائر تقف عند البلازما فقط ولم يتوصل بعد إلى فك العاملين 8 و9 اللذين يحتاجهما مريض الهيموفيليا والمستوردين بمبالغ طائلة. بالمقابل فإن هؤلاء المرضى يحقنون بالبلازما بمتوسط 4 مرات شهريا. تحوي كل حقنة 3 كيلو من البلازما لا تحتوي على الكمية اللازمة من العاملين 8و9 وهي 500 وحدة، والحقن بالبلازما يقابله خطر الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "س" بحوالي 30 بالمئة بحسب تقديرات المتحدث. ولا يتخثر دم الشخص المصاب بمرض الهيموفيليا بشكل طبيعي مما يجعله ينزف لمدة أطول، وهناك أنواع من البروتينات اللازمة لتخثر الدم في الحالة الطبيعية تكون ناقصة من دم المريض المصاب بالهيموفيليا. حيث أن بعض الأشخاص المصابين بالهيموفيليا لديهم نقص في بروتين يدعى "العامل 8 " وهذا هو مرض "الهيموفيليا أ" وآخرين يكون لديهم نقص في بروتين آخر يدعى "العامل 9 " ، وهذا المرض يدعى "الهيموفيليا ب" . ويعتقد العديد من الناس أن الأشخاص المصابين بمرض الهيموفيليا ينزفون كثيرا في حالة الجروح الصغيرة وهذا غير صحيح، فالجروح السطحية عادة ليست خطيرة، لكن الأخطر من ذلك بكثير هو النزيف الداخلي، وهذا يحدث في المفاصل وخاصة الركبتين والكاحلين والمرفقين، وكذلك في الأنسجة والعضلات. وعندما يحدث النزيف في عضو حيوي وخاصة الدماغ تكون حياة الشخص معرضة للخطر. ويطالب رئيس الجمعية الوطنية للمصابين بالهيموفيليا السلطات المعنية بفتح مراكز طبية خاصة بهذه الفئة من المرضى مع توفير الأدوية اللازمة لرفع الضغط الحاصل في المستشفيات.