فتح مركز لعلاج مرضى الهيموفيليا بمصلحة أمراض الدم بمستشفى بن باديس تم تأجيل التدشين الرسمي لمركز علاج مرضى الهيموفيليا الذي تمت تهيئته و تجهيزه مؤخرا داخل مصلحة أمراض الدم بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة وفق المعايير الدولية، من يوم الخميس الفارط إلى الشهر المقبل نظرا لانشغال السلطات المحلية و مسؤولي القطاع الصحي بالانتخابات و التزامات أخرى حسب مصدر طبي بالمستشفى لكن هذا التأجيل لم يمنع الطاقم الطبي و شبه الطبي المتخصص من مزاولة مهامه بشكل عادي في هذا المركز الجديد حيث يتكفل بعلاج و متابعة المرضى و تزويدهم بتربية صحية و معلومات كافية حول مرضهم و مراحل تطوره و طرق علاجه و التصدي لمضاعفاته ضمن ورشات تكوين و تثقيف متخصصة تنظم وفق برنامج دقيق. فالهدف الأساسي من إنشاء المركز هو «أنسنة» العلاج و جعله يواكب آخر التطورات الطبية العالمية و كذا إعطاء دفع قوي للدراسات و الأبحاث المتخصصة في هذا المجال و التحسيس و التوعية بأهمية الكشف المبكر عن المرض و التصدي لمضاعفاته بمواجهته و التعرف على خصائصه و أعراضه و أخطاره. المركز الجديد الذي يمتد على مساحة 120 متر مربع بقلب مصلحة أمراض الدم، زارته أول أمس النصر، يتكون من قاعة مكيفة و مهيأة للمرضى تضم ثلاثة أسرة و قاعة للتمريض و الفحوص و الرعاية والمتابعة الطبية و قاعة ثالثة لاجتماعات الطاقم المعالج التكوينية و التقييمية و التنسيقية و يتم استغلالها كل يوم سبت في بداية كل شهر لاحتضان ورشات تعليمية و تكوينية دورية موجهة للمرضى الصغار و الكبار من كافة الفئات العمرية و الشرائح الاجتماعية لكي يتسنى لهم التعرف على طبيعة و خصائص مرضهم و مراحل تطوره و مضاعفاته المحتملة و كيفية الوقاية منها و التصدي لها و كافة طرق العلاج و ذلك وفق برنامج بيداغوجي متخصص يتم تكييفه حسب مستوى و احتياجات كل فئة من المرضى. و قد انطلقت هذه الورشات حسب ذات المصدر قبل سنتين تقريبا بالمصلحة و تتواصل حاليا بحماس أكبر . البروفيسور سيدي منصور رئيس أطباء مصلحة علاج أمراض الدم و صاحب فكرة مركز الهيموفيليا الذي كرس الكثير من وقته و جهده ليرى النور، رفض تقديم معلومات حول هذا المركز إلى حين تدشينه رسميا من قبل السلطات المحلية حتى لا يغضب منه أحد على حد قوله لكنه أعرب عن أمنيته في تخصيص مساحة أكبر له بمشروع المستشفى الجامعي الجديد بالمدينة الجديدة علي منجلي، المزمع الإعلان عن فتح مناقصة لبنائه قريبا أو تحتضنه على المدى القريب إحدى العيادات العمومية المتعددة الخدمات بقسنطينة ، بدل غلقها في منتصف النهار. و يرى بأن استغلال كل عيادة من هذا النوع في علاج مرض معين أجدى و أنفع للمرضى، معلنا عن استعداده للقيام بعمليات زرع النخاع الشوكي و كل العمليات و الترتيبات العلاجية الأخرى التي يحتاج إليها مرضى الهيموفيليا لتحسين ظروف حياتهم و التخفيف من معاناتهم، إذا وفرت له السلطات مكانا أوسع و أكبر يمكن أن يستقبل عددا أكبر من المرضى و المزيد من الإمكانات و الوسائل العلاجية. و أشار إلى أن الطاقم الطبي و شبه الطبي الذي يعمل معه ذو مستوى دولي فقد حظي بدورات تكوينية متخصصة بالجزائر و فرنسا في إشارة إلى الشراكة و التعاون بين مستشفى بن باديس و مستشفى ستراسبورغ و لا يزال يتابع تكوينه المتواصل. و شدد بأن مجموعة كبيرة من الأطباء المتخصصين في أمراض الدم الذين أشرف على تكوينهم يعملون بهياكل صحية متعددة بولايات شرق البلاد و لا يترددون في استشارته و التعاون و التنسيق مع فريق المركز مشكلين شبكة للرعاية الصحية لمرضى الهيموفيليا. و الجدير بالذكر أن المركز الجديد مجهز ومهيء و مكيف وفق المعايير الدولية لاستقبال عدد محدود من المرضى وسط أجواء مريحة و نظيفة و ديكور جذاب تطغى عليه الألوان البهيجة التي من شأنها أن ترفع معنويات المرضى و تخفف من معاناتهم. و بالتالي يعتبر «طفرة» في نمط بناء و تهيئة و ديكور المصلحة القديمة التي يوجد بها و التي تتوافد عليها يوميا أعداد كبيرة من المرضى القادمين من مختلف المناطق، فلاشيء تغير بها منذ عشريات طويلة من حيث الشكل أما العلاج فقد تغير و تطور.فقد أجمع مرضى الهيموفيليا الذين التقينا بهم بأنهم و بفضل علاج وصفه لهم الأطباء منذ سنة 2009 لم يعودوا ينزفون كثيرا.و لا ينكرون أهمية التثقيف و التربية الصحية للوقاية من المضاعفات و تحسين نمط حياتهم و الأهم تقبل خصائص مرض الدم الذي يعانون منه.و «من عرف مرضه جيدا تحكم فيه و قاوم مخاطره بشكل أكثر فعالية»قالت لنا أم طفل مريض في ال 14من عمره تتابع معه حصص التثقيف التي تصل إلى ستة حصص كاملة، مؤكدة بأنها أصبحت مثل الطبيب تدرك ما يجب أن تفعله لابنها عندما تشخص عرضا أو ألما معينا و قال مريض شاب بأن من يعرف جيدا مرضه «يتقي شره و خطره و المواجهة خير سلاح للدفاع» . و أفاد مصدر آخر من المستشفى بأن حوالى 35 أسرة يوجد بين أفرادها مريضان على الأقل بالهيموفيليا تخضع لهذه الدروس الصحية التأهيلية على يد متخصصين و المؤسف أن عدد المرضى في تزايد مستمر و تسجل حوالى 10 حالات جديدة كل سنة.و بالتالي فإن المطلوب جهود أكبر و مراكز أكثر و أكبر و دراسات و بحوث أعمق.