دشن وزير تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة، السيد عمارة بن يونس، أمس، الشطر الأول من حديقة الرياح الكبرى بدالي ابراهيم، والذي يمتد على مساحة تفوق 450 هكتارا من بين مساحة إجمالية تقدر ب1059 هكتارا تمتد إلى بلديات دالي ابراهيم، الشراقة، درارية، بابا أحسن، العاشور وأولاد فايت. وأوضح بن يونس خلال إشرافه على فتح الجزء الأول من الحديقة، أن هذا الأخير سيكون فضاء للراحة بالنسبة للعائلات وكذا الرياضيين الراغبين في ممارسة مختلف النشاطات، وذلك في انتظار الفتح التدريجي لبقية المرافق التي سيتم إنجازها، كون المشروع لم يشهد تجسيد مرافق خدماتية كثيرة، باستثناء غرس النباتات وأشجار الصنوبر وإسطبل للخيول وبحيرة وجسر يربط جهتي الحديقة، حيث استهلك ذلك -حسب المسؤول الأول على قطاع البيئة- غلافا ماليا قدر ب200 مليون دولار. وفي هذا الصدد، أشار بن يونس، إلى أنه سييتم إنجاز ثلاث حظائر للسيارات، بطاقة استيعاب تقارب 1500 سيارة، لتمكين الزوار من ركن مركباتهم والاستفادة من التنزه بالحديقة، فضلا عن مطاعم صغيرة ودور مياه ومرشات ستكون جاهزة بعد ستة أشهر من الآن. وينتظر حسب المتحدث، إبرام اتفاقية مع شركة توزيع المياه"سيال" لتوفير هذه المادة الحيوية بالحديقة، فضلا عن مصالح الصرف الصحي، مؤكدا أنّ الأمن سيكون مضمونا بهذا المرفق، من خلال 700 عون من الحظيرة، وأعوان الدرك الوطني والحماية المدنية. من جهة أخرى، ذكر السيد بن يونس، في تصريح له على هامش فتح حظيرة الرياح الكبرى، أن أشغال إنجاز بنايات وفنادق من قبل الشركة الإماراتية الدولية، ستنطلق هي الأخرى بعد أشهر على مساحة تقدر ب170هكتارا، كما أرجع التأخر الكبير في فتح الحديقة، إلى طبيعة الأراضي التي تملكها مئات العائلات والتي تقع ضمن مخطط الحظيرة، حيث عارض السكان فكرة التنازل عن أراضيهم من أجل إنجاز هذا المشروع، قبل أن يتم الاتفاق على تعويضهم وتسوية هذه القضية نهائيا -حسب الوزير-. وقد دعا ممثل الحكومة، العائلات وزوار الحديقة، إلى المحافظة على النباتات والأشجار والمحيط بصفة عامة، والذي ينتظر أن يشهد تهيئة غابة متنوعة وغرس ورود على 1784مترا مربعا، وبستان للأشجار المثمرة، فضلا عن بركة طبيعية تشمل تربية 163طيرا مهاجرا من 13 نوعا، وهو ما أكده مدير الحظيرة، الذي أشار إلى غرس ما يفوق 14 ألف شجرة من كافة الأنواع والتي تتماشى مع مختلف المناخات، غير أن المشروع الذي فتح أمس رسميا أمام الزوار، لم يعرف الكثير من التقدم، حيث لم يعرف سوى عملية تشجير إلى حد الآن، بينما لم تنطلق بعد أشغال تهيئة الحدائق والمرافق الترفيهية ومدارس التكوين وغيرها من الضروريات التي يحتاجها الزوار. يذكر، أن المشروع الذي تشترك فيه عدة بلديات، يضمّ حزاما أخضر وطرقا خشبية، مساحات تسلية ومنشآت وقطار، بالإضافة إلى مساحات أخرى تحيط بالحديقة بأكملها، وغابات ومسارات للترفيه، كما ستضم أنشطة رياضية مختلفة، من خلال اتفاقية ستبرم بين وزارتي البيئة والشباب والرياضة، كما أن من شأن هذا الفضاء الواسع خلق العديد من مناصب الشغل لشباب البلديات التي تتربع عليها الحظيرة.