تحول حلم »دنيا بارك« الذي كان ينتظره الجميع الى حقيقة مُرة بعد أن فوجئ أمس جميع من رافق وزير البيئة وتهيئة الإقليم والمدينة عمارة بن يونس خلال تدشينه ل»حظيرة الرياح الكبرى«، بعدم وجود أي شيء يدل على انجاز مشروع استنزف 200 مليون دولار من خزينة الدولة، فيما أٌعلن سابقا عن الشروع الرسمي في إنجاز أكبر حظيرة عالمية للسياحة والخدمات بالجزائر على مساحة 800 هكتار وبغلاف 2,5 مليار دولار خصصته الإمارات العربية لإنجاز المشروع. وجد عمارة بن يونس الذي تسلم حقيبته الوزارية منذ 8 أشهر فقط، نفسه محرجا أمام فضيحة المشروع الذي استهلك 200 مليون دولار إلا أنه لم يثمر في الأخير سوى عن بعض شجيرات الصنوبر التي غرست في مدخل الحديقة تحسبا لمناسبة التدشين التي حضرها وفد هام من إطارات الوزارة ورجال الإعلام بالإضافة الى الدرك الوطني والحماية المدنية. وأكد وزير البيئة وتهيئة الإقليم والمدينة أنه تم تخصيص مساحة 170 هكتار لمشروع دنيا بارك الذي لا يزال قيد الدراسة، محاولا من جهة أخرى طمأنة الوفد الذي رافقه بأن بقية المرافق ستأتي تدريجيا وذلك في ظرف ستة أشهر كحد أقصى، في حين تم الإعلان سابق عن ما سيمنحه المشروع من وسائل ترفيهية على غرار ال12260 شقة، و986 فيلا، بتصاميم راقية وفاخرة، إضافة إلى شاليهات ومطاعم زائد حديقة مائية وغيرها من وعود جعلت الجزائريين يحلمون بمشروع القرن الترفيهي. كما أشار الوزير إلى أن المساحة التي دشنها أمس تتربع على 450 هكتار من أصل 1059 هكتار، فتحت من كامل المداخل وعلى ثلاث بلديات مختلفة، داعيا من جهة أخرى العائلات الى زيارة الموقع الذي أكد بأنه مؤمن من خلال حراسته من طرف قوات الدرك الوطني، على غرار أن هناك ثلاثة حظائر توقف السيارات التي يمكن ان تستوعب ما لا يقل عن 1500 سيارة في كل من أولاد فايت وشراقة. وحسب المخطط فإن الحظيرة التي سيزورها سنويا ما يقارب مليونان ونصف مليون زائر تحتوى على عدة مرافق سياحية ورياضية وتجارية وصحية وثقافية فالحظيرة تتوفر على فنادق من 5 نجوم وملاعب رياضية ومراكز تجارية ومستشفى دولي يضم 155 غرفة وقاعات للسينما الى جانب ممرات للراجلين الى غير ذلك من المرافق الترفيهية. أما عن الاتفاقية الرسمية لإنجاز مشروع دنيا بارك ، فقد جرى التوقيع عليها بين المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، والمدير العام لشركة حظائر العاصمة الجزائر، فرع الشركة الدولية الإماراتية للاستثمار، قبل سنتين حيث اتفق الطرفان على البدء بالحديقة العامة، ومن ثم إدراج بقية المشاريع، التي منها مشروع فندق 5 نجوم بغلاف مالي يقارب 700 مليون دولار، بإقامة موريتي بالعاصمة، إلا أن الحقيقة تؤكد عكس ذلك، إذ لم يقم الإماراتيون منذ سنة 2006 بأي مشروع وذلك على خلفية التحفظ على بعض البنود في العقود التي أبرمتها الشركة الراعية للمشروع وهي شركة الإمارات الدولية للاستثمار، مع السلطات الجزائرية، مقابل حصولها على امتيازات المشروع من الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، وتتعلق الامتيازات في تسهيلات جبائية وضريبية والأهم من ذلك الحق في تحويل أرباح الشركة عن نشاطها في مجال العقار. للإشارة، فإن حظيرة دنيا بارك تقع على طريق الرياح الكبرى الرابط لبلديات دالي ابراهيم، العاشور، أولاد فايت، والمؤدي إلى زرالدة، والذي يضم حاليا بناية زجاجية ومساحة 800 هكتار محاطة بجدار وسياج، يعبرهما الطريق المذكور، ويربط القسمان جسر عال.