تستعد مدينة سكيكدة، بداية من نهاية الأسبوع الجاري وعلى مدار 03 أيام كاملة، لاحتضان فعاليات العيد السنوي للفراولة، التي دأبت عاصمة روسيكادا على تنظيمه منذ سنوات، حتى أضحت هذه التظاهرة مقترنة باسم «فراولة روسيكادا» أو كما يسميها عوام الناس «المكركب»، وهو تقليد يصنع فرحة السكيكديين؛ إيذانا بانطلاق موسم البحر. واحتفالا بهذا العرس السنوي ضبطت لجنة الحفلات لبلدية سكيكدة برنامجا ثقافيا وفنيا ورياضيا يضم في طياته معرضا ضخما، تحضَّر فيه المجسمات الكبيرة التي تشير إلى تاريخ المدينة الضارب في أعماق التاريخ انطلاقا من العهد الفينيقي، ثم الروماني، فالعهد الإسلامي، ثم فترة الاحتلال الفرنسي والكفاح المرير ضد المستدمر إلى غاية الاستقلال بمراحله وأهم الإنجازات التي تحققت في عهد جزائر الحرية والبناء والتشييد، كما سيتم تنظيم مسيرة تنطلق من ملعب 20 أوت 55 إلى غاية النزل البلدي، يشارك فيها إلى جانب براعم شباب المدينة من الكشافة والمنخرطين في مختلف هياكل مديرية الشباب والجمعيات، كل من أفراد الأمن والحماية المدنية ورياضيون من الوجوه التي صنعت التاريخ الرياضي للمدينة.. كما ستحتضن ساحة أول نوفمبر معرضا مع البيع لهذا المنتوج الذي ينتظر أن يعرف مشاركة قياسية للمنتجين. أما على مستوى حي ممرات 20 أوت 55 فقد تَقرر تنظيم معارض مختلفة تخص الصناعات التقليدية والتحف الفنية التي تتميز بها الولاية، إضافة إلى سهرات فنية لكل الطبوع من تنشيط فنانين محترفين بكل من مدينة سكيكدة وبالمنطقتين السياحيتين سطورة والعربي بن مهيدي.. ومن أجل إعطاء هذا العيد السنوي طابعه الجماهيري والشعبي فقد قرر المنظمون ولأول مرة، توسيع المشاركة في مسابقة أحسن كعك مصنوع بالفراولة للعائلات السكيكدية بعد أن كانت التظاهرة مقتصرة فقط على أصحاب محلات بيع الحلويات، كما سيتم توزيع 15000 كعكة بالفراولة على المواطنين مجانا. وفيما يخص مسابقة ملكة جمال الفراولة فقد تَقرر تنظيمها فقط باللباس التقليدي المحلي بما يتماشى وعادات وتقاليد المدينة. وفي الشق الرياضي فإن جديد هذه السنة هو تكريم فريقي شبيبة سكيكدة والوفاق السطايفي، اللذين نشّطا كأس الجمهورية لسنة 1967 وكذا فريق الشرطة الحائز مؤخرا على كأس الجمهورية في رياضة كرة القدم داخل القاعة، إلى جانب تنظيم دورة سكيكدة في رياضة سباق الدراجات الهوائية ونصف مارطون المدينة والمسابقة الجهوية للفروسية.. يعود تاريخ إنتاج الفراولة بولاية سكيكدة إلى سنة 1920، حيث تم جلبها من قبل الإيطاليين وزُرعت لأول مرة على مستوى جبال سطورة والشاطئ الكبير، ثم داخل بلدية عين الزويت. وتسمى أول فراولة عرفتها المنطقة بفراولة روسيكادا، وهي النوع الذي يحتل الآن 90 بالمائة من المساحات المخصصة لإنتاج هذه الفاكهة الأرضية، والتي تشتهر بها الولاية إذا لم نقل أنها منتوج سكيكدة بلا منازع وله طعمه الخاص.. وفي سنة 1970 قام المعهد الوطني للخضر بإدخال نوعين جديدين من توت الأرض كما سميا تيوغا ودوغلاس، ويُزرعان حاليا على 10 بالمائة من المساحة. وفي سنة 2006 قامت مصالح مديرية الفلاحة للولاية بإدخال نوع جديد آخر يسمى «كاندانغا» ويُزرع داخل البيوت البلاستيكية.. وفيما يخص الإنتاج فإنه يُتوقع أن يتجاوز هذه السنة ال 24200 قنطار على مساحة تفوق 250 هكتارا، موزعة عبر بلديات سكيكدة وتمالوس وعين الزويت وبوشطاطة إلى جانب قرباز. للعلم، فإن سعر الكيلوغرام من فراولة روسيكادا حاليا يتراوح ما بين 200 دج و240 دج من النوعية الجيدة. ومن المنتظر، حسب بعض الباعة ممن تحدثنا معهم على مستوى السوق المغطاة بوسط المدينة، أن ينزل إلى أقل من 130 دج.