أشاد الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، بانتفاضة الاستقلال في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب، التي أكد بأنها شكلت "تحولا جديدا" في مسار المقاومة الصحراوية الممتدة طيلة أزيد من أربعين سنة. وأكد الرئيس محمد عبد العزيز على هذه القناعة، في كلمة ألقاها بمناسبة انتفاضة الاستقلال في 21 ماي 2005، وذلك بالتزامن مع انطلاق الاحتفالات بالذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلح التي تحتضنها الأراضي الصحراوية المحررة. وأضاف، أنه "ليس غريبا أن يحمل تتابع هذه الذكرى مع الذكرى ال40 لاندلاع الكفاح المسلح، دلالة لاستمرارية الهدف والمسار"، وأشاد ب«الدور العبقري" الذي لعبته انتفاضة الاستقلال في تكيفها مع المتغيرات الدولية و«إبداع أساليب جديدة من الممانعة في مواجهة التعنت المغربي". ورغم أن الأمين العام لجبهة البوليزاريو حذر دولة الاحتلال المغربي من "مغبة المضي في القمع الوحشي"، فإنه عبر عن "فخره واعتزازه بجاهزية الجيش الصحراوي المتأهب لمواجهة تحديات المرحلة". وجاءت تصريحات الأمين العام لجبهة البوليزاريو، غداة لقاء المجلس الصحراوي بمنطقة تيفاريتي المحررة، بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الأربعين لانطلاق الكفاح المسلح. وهو اللقاء الذي اعتبره الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر، أنه "يحمل أبعادا ودلالات في غاية الأهمية". وذكر بهذه المناسبة، بأن "هذه المناطق كانت أصلا ساحات للمعارك بعدما دمر الاحتلال المغربي وخرب المدن والآبار، لكنه أضاف أنه ومنذ وقف إطلاق النار سنة 1991،عملت الجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب على إحياء هذه الأراضي المحررة، التي بدأ الصحراويون ينزحون إليها ويستقرون". وقال إنه تم إقامة عدة بلديات بالمناطق المحررة، تضم مرافق ومدارس ومستشفيات وإدارات بكل من بئر لحلو وتيفاريتي وميجك وأغوينيت ومهيريز والدوكج وغيرها. وأشار المسؤول الصحراوي، إلى أنه يتم بكل هذه المناطق تقديم عديد الخدمات الصحية والتربوية، حيث تتواصل المجهودات من أجل ضمان هذه المتطلبات لسكانها، وفي مقدمتها الطرقات وباقي الخدمات الضرورية. وهو ما جعله يؤكد، بأن الحكومة الصحراوية ستبعث برسالة قوية للعالم والعدو، بأن "هذه المناطق محررة وليست مناطق عازلة كما يدعي النظام المغربي". وكان المشاركون في ملتقى المحافظين المنعقد ببلدة تيفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة، أكدوا إصرارهم على "مواصلة النضال" إلى غاية التحرير التام لكافة الأراضي الصحراوية. وفي ذات السياق، قال ميشال موخيكا سفير دولة فنزويلا لدى الجمهورية الصحراوية، إن الاحتفال بذكرى اندلاع الكفاح الصحراوي المسلح له أكثر من دلالة على الصعيد الجهوي والدولي. وقال السفير الفنزويلي على هامش الاحتفالات بالذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلح للشعب الصحراوي، إن "مشاركة الصحراويين في هذه المناسبة بالأراضي الصحراوية المحررة، تشكل فرصة للإطلاع عن قرب على واقع المواطنين الصحراويين، وإصرارهم والتفافهم حول جبهة البوليزاريو، الممثل الشرعي للشعب الصحراوي". وبالتزامن مع ذلك، طالبت لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وحماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. وجاء ذلك، خلال مناقشة تقرير اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب المنعقدة هذه الأيام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأعرب الدبلوماسيون الأفارقة، عن "خيبة أملهم"، كونه في وقت تتأهب فيه الدول الإفريقية للاحتفال بمرور 50 سنة على تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية سليلة الاتحاد الإفريقي السبت القادم بالعاصمة الإثيوبية في تزامن مع قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد، لم تستكمل الدولة الصحراوية سيادتها على أراضيها، وأعربوا عن إدانتهم للانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان المستمرة في الصحراء الغربية.