أكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمار، مساء أمس الأول، بأن لقاء المجلس الصحراوي ببلدة تيفاريتي المحررة أثناء الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلح يحمل أبعادا و دلالات في غاية الأهمية. وأشار ممثل الحكومة الصحراوية في كلمة ألقاها بمناسبة هذه الاحتفالات إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب »البوليساريو« قد اتبعت ضمن برنامجها سياسةإعمار منطقة تيفاريتي المحررة والتي تمثل حوالي ثلث الأراضي الصحراوية المحررة. وذكر عبد القادر الطالب عمار، بأن هذه المناطق كانت أصلا ساحات للمعارك بعدما دمر الاحتلال المغربي وخرب المدن والآبار، لكن ومنذ وقف إطلاق النار سنة 1991 عملت الجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب على إحياء هذه الأراضي المحررة التي بدأ الصحراويون ينزحون إليها و يستقرون فيها، حيث أقيمت بها عدة بلديات ومرافق ومدارس ومستشفيات و إدارات بكل من بئر لحلو وتيفاريتي وميجك وأغوينيت ومهيريز والدوكج وغيرها. وأشار المسؤول الصحراوي، إلى أن كل هذه المناطق تقدم بها عديد الخدمات الصحية والتربوية حيث تتواصل بها المجهودات إلى غاية ضمان هذه المتطلبات لسكانها وفي مقدمتها الطرقات وباقي الخدمات الضرورية. وفي ذات السياق، أكد عمار، بأن الحكومة الصحراوية ستبعث برسالة قوية للعالم والعدو بأن المناطق محررة وليست مناطق عازلة كما يدعي النظام المغربي حيث يتواجد بها المواطنون الصحراويون والنواحي العسكرية والإدارة الوطنية الصحراوية وتمارس سيادتها بحسب ما ينص عليه القانون الدولي. وقال الوزير الأول الصحراوي، إنه لم يعد السؤال يطرح أين هي الدولة الصحراوية، إنما السؤال يطرح حول كيفية استكمال الحدود للأرض الصحراوية سيما بعد تواجد تشكيلات الدولة الصحراوية على هذا الجزء المحرر، مع عودة بعض الصحراويين الذين كانوا يعيشون تحت الاحتلال. وأضاف المتحدّث، أنه لا يزال يوجد جزء آخر من الصحراويين في الملاجئ وآخرون في الشتات، وسيستمر هذا التواجد بشكل تدريجي إلى أن يتم تحرير الأرض الصحراوية وتمارس فيها كل وسائل السيادة. وفي الأخير أكد عبد القادر الطالب عمار، بأن الصحراويين من خلال عقد هذه الجلسات بالمناطق المحررة، عازمون على تحرير هذه الأرض وأن الشعب الصحراوي بتخليده هذه الذكرى بتيفاريتي يجدد إصراره واستماتته من أجل إعمار هذه الأراضي واسترجاع الأراضي المغتصبة وبسط سيادته عليها.