أكّد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أنّ انتفاضة الاستقلال بالأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية شكّلت “تحوّلا جديدا" في مسار المقاومة الصحراوية الممتدة طيلة أزيد من أربعين.وأوضح الرئيس الصحراوي في كلمة له بمناسبة ذكرى انتفاضة الاستقلال التي تصادف 21 ماي من كل سنة أنّه “ليس غريبا أن يحمل تتابع هذه الذكرى مع الذكرى ال 40 لاندلاع الكفاح المسلح، دلالة لاستمرارية الهدف والمسار". وأشاد السيد عبد العزيز ب “الدور العبقري" الذي لعبته انتفاضة الاستقلال في تكيّفها مع المتغيرات الدولية و«إبداع أساليب جديدة من الممانعة في مواجهة التعنّت المغربي"، منوّها في ذات الوقت بالمظاهرات الأخيرة التي عبّر من خلالها الشعب الصحراوي عن “احتجاجاته العارمة الرافضة للاحتلال المغربي بطرق سلمية". وبعد أن حذّر دولة الاحتلال المغربي من “مغبة المضي في القمع الوحشي"، أعرب الرئيس الصحراوي عن “فخره واعتزازه بجاهزية الجيش الصحراوي المتأهّب لمواجهة تحديات المرحلة". تأهيل المناطق المحرّرة وعودة النّازحين للاستقرار بها ومن جهته، أكّد الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر الطالب عمار، بأنّ لقاء المجلس الصحراوي ببلدة تيفاريتي المحررة أثناء الاحتفالات المخلّدة للذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلّح “يحمل أبعادا ودلالات في غاية الأهمية". وأشار إلى أنّ الجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب قد اتّبعت ضمن برنامجها سياسة إعمار منطقة تيفاريتي المحررة، والتي تمثل حوالي ثلث الأراضي الصحراوية المحررة. وذكر السيد عبد القادر الطالب عمار بأنّ هذه المناطق كانت أصلا ساحات للمعارك بعدما دمّر الاحتلال المغربيوخرّب المدن والآبار، لكن ومنذ وقف إطلاق النار سنة 1991، عملت الجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب على إحياء هذه الأراضي المحرّرة التي بدأ الصحراويون ينزحون إليها ويستقرون فيها، حيث أقيمت بها عدة بلديات ومرافق ومدارس ومستشفيات وإدارات بكل من بئر لحلو، تيفاريتي، ميجك، أغوينيت، مهيريز والدوكج وغيرها. وأشار المسؤول الصحراوي إلى أنّ كل هذه المناطق تقدّم بها عديد الخدمات الصحية والتربوية، حيث تتواصل بها المجهودات إلى غاية ضمان هذه المتطلبات لسكانها وفي مقدمتها الطرقات و باقي الخدمات الضرورية. وفي ذات السياق، أكّد السيد عمار بأنّ الحكومة الصحراوية ستبعث برسالة قوية للعالم والعدو بأنّ “هذه المناطق محررة وليست مناطق عازلة كما يدّعي النظام المغربي حيث يتواجد بها المواطنون الصحراويون والنواحي العسكرية والإدارة الوطنية الصحراوية، وتمارس سيادتها بحسب ما ينص عليه القانون الدولي". وأكد السيد عبد القادر الطالب عمار بأنّ الصحراويين من خلال عقد هذه الجلسات بالمناطق المحررة “عازمون على تحرير هذه الأرض وأنّ الشعب الصحراوي بتخليده هذه الذكرى بتيفاريتي يجدد إصراره واستماتته من أجل إعمار هذه الأراضي واسترجاع الأراضي المغتصبة وبسط سيادته عليها".
تمسّك بالأرض وتنديد بالغطرسة المغربية وبالمناسبة جدّد المشاركون في ملتقى تيفاريتي إصرارهم على “مواصلة النضال" إلى غاية التحرير التام لكافة الأراضي الصحراوية. وأكّد رئيس المنظمة الصحراوية لمناهضة التعذيب السيد المامي أعمر سالم، بأنّ حضور الوفد القادم من مختلف المدن الصحراوية المحتلة والمتكون من 10 أشخاص للمشاركة في الاحتفالات “يشكّل رباطا للتواصل مع اللاجئين الصحراويين وبالأراضي المحررة". وقال السيد أعمر سالم: “إنّنا بحكم موقعنا غرب جدار الذل والعار نعتبر هذه المناسبة فرصة لهذا الوفد لإطلاع مختلف الوفود الأجنبية، وكذا وسائل الإعلام على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الدولة المغربية بالمناطق المحتلة وإطلاعهم عن واقع السجون والمعتقلات المغربية خصوصا بعد إندلاع الإنتفاضات المطالبة باستقلال الصحراء الغربية". كما ندّد ممثل الوفد بإصرار المغرب وتعنّته في موقفه تجاه القضية الصحراوية، ضاربا لوائح مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة عرض الحائط، مناشدا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لكسر الحصار المفروض على المناطق المحتلة، والتي تعاني من حصار إعلامي وعسكري.