من التقاليد الجزائرية التي تُعتبر بصمة عاصمية بامتياز اللباس التقليدي ذائع الصيت: ”حايك المرمّة”، ففي الوقت الذي أُسست جمعيات فاعلة تُعنى بالتعريف به والحفاظ عليه، هناك من يسعى للترويج لهذا الإرث الجزائري الأصيل عبر فعاليات وطنية وأخرى دولية بهدف ربط الماضي بالحاضر. من أولئك العاملين على التواصل المستمر بين أجيال أمس واليوم السيدة كريمة زيوان الحرفية في الطرز التقليدي من بلدية القصبة، التقتها "المساء" بصالون السياحة والأسفار المنظم مؤخرا بقصر المعارض بالعاصمة، كانت تدور بين أجنحة الصالون وهي مرتدية الزي التقليدي العاصمي "الحايك" وتغطي وجهها ب« العجار" وترتدي تحت هذا الحايك زيا تقليديا آخر معروف باسم "سروال الشلقة إضافة إلى قميص "الشبيكة"، سجلت مشاركة مميزة بصالون السياحة في طبعته ال14، من خلال الزي التقليدي لنساء القصبة التي تقول عنها إنها "منبع الحايك مرمّة". تقول كريمة إن ارتداءها للحايك بصالون السياحة والأسفار له دلالة كبيرة؛ "لقد أردت من ذلك تقريب الصورة أكثر لزوار الجزائر من الدول الصديقة والشقيقة المشاركة بالصالون، عن اللباس النسوي الذي كان سائدا قبل سنوات عدة، ولأبرهن لهم أننا نحن جيل الاستقلال، مازلنا متشبثين بأصالتنا وهويتنا. وكما ترون، أنا أرتدي أيضا سروال الشلقة وقميص الشبيكة، وهما قطعتان شائعتان في لباس العاصميات. كما لا يخفى عليكم أننا نحيي شهر التراث، ومن تراثنا العريق "حايك المرمة"، وبما أن الصناعة التقليدية تتماشى مع السياحة اخترت أن أظهر بهذه الصورة، ولقد وجدت تجاوبا كبيرا هنا بالصالون من طرف ضيوف الجزائر أو حتى من طرف الجزائريين أنفسهم؛ الكثيرون منهم التقطوا صورا معي، فلسنوات والفكرة تراودني، واليوم وُفقت في تجسيدها من خلال مشاركتي هذه، ومثلما هناك الخيمة الصحراوية والصناعة التقليدية هناك أيضا اللباس التقليدي الذي هو مفخرة كل منطقة في الجزائر"، تقول كريمة، داعية كل الجمعيات الفاعلة في الصناعة التقليدية أو التي تُعنى بالألبسة التقليدية، إلى إحياء اللباس العاصمي "الحايك" عن طريق مختلف التظاهرات الثقافية المقامة بولايات الوطن، كون "الحايك" تقليدا جزائريا ولا يختص بالعاصمة فقط، "هو لباس واحد إنما الاختلاف في التسمية وطريقة إمساك الحايك؛ تحت الإبط أو على الجنب"، توضح محدّثة "المساء".