تجهيز العرائس وفق العادات والتقاليد الجزائرية، الطرز على الحرير، الساتان، حايك المرمة، الرسم على محرمة الفتول، واستعمال آلية الطرز بالحاشية زاهية الألوان لصناعة أجمل وأروع أنواع الورد، هي أعمال مختلفة جادت بها أنامل الحرفية جوهر ماركومتيا المولودة مسلم، التي تألقت في صناعة فساتين الاستقبال، الكراكو، محرمة الفتول الجزائرية وغيرها من الألبسة التقليدية التي تعكس عمق الأصالة الجزائرية، سعيا منها في الحفاظ على هذا الإرث. تقول السيدة جوهر'' لديّ أزيد من 40 سنة في هذه المهنة التي حاولت من خلالها الحفاظ على الكنز اليدوي للمرأة الجزائرية الذي تركته لنا الجدات والأمهات، ونسعى بدورنا لتركه للفتيات، حيث عمدت إلى تعليم مختلف فنون الطرز وصناعة الكراكو وفساتين الاستقبال التي ترتديها الفتيات المتزوجات حديثا، لاستقبال ضيوفهن بغرزة الحساب الجزائرية بمركز التكوين المهني، وقد مثلت الجزائر في العديد من التظاهرات الثقافية منها سنة الجزائر في فرنسا، حيث حصلت على مكان شاسع وسط المدينة وعرّفت الزوار بالملابس التقليدية الجزائرية، علما أني شاركت بإمكانياتي الخاصة. ولا أخفي عنكم أن النجمات الجزائريات يطلبن مني صناعة مختلف الملابس التقليدية التي يقفن بها على المنصة للقاء جمهورهن، على غرار الكراكو، الجبة الشاوية، ومن بينهن ندى الريحان التي تناديني بأمي وكذا أمينة زهير التي أحبها وأحترمها كثيرا''. وحول الفن الذي تمارسه الحرفية جوهر تقول: ''الحمد لله لقد صنعت العديد من القطع الفنية المستوحاة من الأصالة الجزائرية منها الكراكو المرفوق بمحرمة الفتول، هذه الأخيرة التي أبدعت في صنع أشكال مختلفة للفتول التي تصنع على حاشية المحرمة من ورود وياسمين وأوراق الشجر، وكلها أشكال تزيد من جمال وجاذبية الكراكو الذي يرفق آليا بسروال الشلقة الفضي آو الذهبي اللون، علما أن الألوان تنوعت في السنوات الأخيرة وفق طلب الفتاة وذوقها، رغم أن الألوان السالفة الذكر هي الأساسية. وعن التحف اليدوية الأخرى التي تبدع في صنعها، تقول السيدة مسلم: ''لقد عملت على إدراج الشبيكة في مختلف الأعمال التي أحضرها، على غرار الشبيكة في حايك المرمة الذي يعتبر فخر المرأة الجزائرية، والذي كان ولا يزال رمزا للجاذبية، حيث صنعت عدة أشكال وأنواع منه، وكذا العجار الذي أصبح يرافق العرائس اللائي أحضرن جهازهن، علما أن الكثير من الفتيات أصبحن يخرجن من بيت أبائهن والحايك على رؤوسهن''. وتواصل محدثتنا قائلة: ''كل أعمالي يدوية، وغالبا ما تسألني السيدات إن كنت صنعت هذا بيدي، فهناك بعض البليطات أو الإيشاربات التي توضع على الكتف عند الخروج في السهرات أو بعد خروج المرأة من المستشفى بعد الوضع وغيرها، فلون الإيشارب يحدد مهمته، فمثلا السوداء زاهية اللون تستعمل للسهرات، وأحتاج لستة أشهر كاملة لإكمال بليطة مطروزة''. وعن المواد التي تستعملها قالت الحرفية: ''المواد الأولية المستعملة هي خيط الحرير، خيط المجبود الفضي أو الذهبي اللون، الجلد المحضر، الإبرة ومهارة اليدين، وأسعى حاليا لتعليم هذا الفن للفتيات حتى يرضين حاجة الغير، وقد تقدمت بطلب فتح مدرسة وأتمنى أن أحصل على مقر بدائرة الدارالبيضاء، أين أودعت طلبي.