شكل موضوع الشباب والمواطنة الفاعلة، محور ندوة نظمت،أمس، بقصر الأمم، في إطار انعقاد المؤتمر الكشفي العربي ال27 الذي يختتم اليوم بالجزائر، حيث أجمع المشاركون على أن مفهوم المواطنة يبقى مشتركا بين كافة المجتمعات، رغم اختلاف الدين أو اللغة أو حتى الهوية . وفي هذا الصدد، أشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، السيد عز الدين ميهوبي، إلى أن هناك خيطا رفيعا يربط بين الوطنية والمواطنة، كون الأولى ترتبط أساسا بالهوية والانتماء والقيم التي تأسس عليها الوطن. أما المواطنة فهي فعل مكتسب، إذ قد تكون هناك هويات مختلفة داخل المجتمع، لكن قد يجمعها العقد المشترك المرتكز على الحق والواجب وقبول الآخر واحترامه. وأعطى السيد ميهوبي في هذا الصدد، مثالا عن الجزائريين المقيمين بفرنسا والذين انتسبوا إلى المجتمع الفرنسي وأصبحوا جزء لا يتجزء منه، بفضل تمتعهم بحقوق المجتمع الفرنسي بالنسبة لمزدوجي الجنسية، إذ رأيناهم قد ناصروا الفريق الجزائري عند تأهله إلى تصفيات كأس العالم سنة 2010، بخروجهم في احتفالات كبيرة بشوارع باريس وضواحيها، بعد أن ناصروا الفريق الفرنسي الذي فاز بكأس العالم سنة 1998 . و إذ أوضح أن المواطنة هي هوية الثقافات الحداثية، فقد أشار إلى أنها منتشرة بشكل كبير في البلدان العربية خاصة في منطقة الخليج، مرتكزة على قيم التسامح وقبول الآخر. في حين، أشار إلى أن مشكلة العرب تكمن في كون موقعهم الجغرافي موجود في قلب العالم، وهو ما يجعلهم من أكثر الشعوب المستهدفة بسبب ثرواتهم الكبيرة . أما الأستاذ كمال شيكات، باحث ومختص في الشؤون الإسلامية والدينية، فقد قدم نظرة الإسلام إزاء مفهوم المواطنة التي اعتبرها موروثا مشتركا بين مختلف الأديان، الأمر الذي يلغي ما أسماه بصراع الحضارات . و أبرز السيد شيكات المقاصد الحقيقية للشريعة الإسلامية، والتي لخصها في العدالة والحرية، واستدل في هذا الصدد، بآيات قرآنية ووقائع تاريخية، تؤكد بأن الدين يجب أن يكون أداة لتفعيل المواطنة وليس العكس . من جهته، أكد السيد توماس دافين سفير منظمة اليونيسيف بالجزائر، والذي كان كشافا طوال 14 سنة، على أهمية الالتزام المدني للشباب، مقابل تكفل سلطات بلدانهم بانشغالاتهم، لا سيما في مجال توفير الشغل وضمان التعليم للأطفال، مبرزا في هذا السياق، دور الحركة الكشفية في الدول العربية لإنقاذ الشباب من الانزلاقات. في حين، قدم السيد محي الدين خلادي، المدير التنفيذي لهيئة الإغاثة الإسلامية بفرنسا، تجربته في مجال برامج العمل الإنساني ضمن مفهوم المواطنة، وترجمة القيم ميدانيا وعدم الاكتفاء بالأشياء النظرية، مؤكدا أن العمل الإنساني يجب أن يقوم على مبدأ عدم التمييز سواء من حيث اللغة أو الدين أو العرق، كما أوصى بترجمة قيم الحركة الكشفية في المنطقة العربية إلى برامج شراكة. يذكر، أن المؤتمر الكشفي العربي الذي يختتم اليوم، ينتظر أن تتمخض عنه جملة من التوصيات، التي من شأنها أن تعزز الحركة الكشفية في الوطن العربي، إلى جانب استعراض الأحداث الكشفية العربية القادمة حتى عام 2020 .