عقد المجلس الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية نهاية الأسبوع الماضي دورته العادية ال 20 تحت اسم المرحوم القائد" جعيجع الصديق" وذلك بالمركز الكشفي الدولي بسيدي فرج، تحت إشراف القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نور الدين بن براهم، و بحضور أعضاء مجلس الإدارة و المحافظين الولائيين و أعضاء المجلس الوطني للكشافة لجميع ولايات الوطن، إلى جانب عمداء الكشافة الجزائرية· الافتتاح الرسمي لهذه الدورة تم بحضور شخصيات رسمية في مقدمتهم وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار، وزير الشؤون الدينية و الأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد محمد صغير قارة، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية السيد محمد العربي ولد خليفة، إضافة إلى ممثل عن رئاسة الجمهورية ووجوه من المجتمع المدني والمنظمات النقابية وممثل الكشافة الصحراوية، وكذا خبراء من وزارة التربية عرضوا أعمالهم بخصوص المنهاج الكشفي· و في كلمته الافتتاحية أكد القائد العام للكشافة الجزائرية السيد نور الدين بن براهم أنه حان الوقت لتحقيق المصالحة مع الشباب الذي يحتاج اليوم إلى خطاب جديد وإنتاج الأمل، و أوضح في هذا الشأن أنه تم اقتراح رفع عدد المنخرطين إلى 150 ألف كشاف مع توسيع دائرة العمل الكشفي التضامني و التربوي بمختلف أنشطته و مجالاته باعتبار أن ديناميكية الكشاف ترقى دوما لتحقيق أهداف إنسانية سامية تخدم المجتمع و الوطن بالدرجة الأولى على حد تأكيد القائد بن براهم الذي أكد بأن الثقة و الأمل موجودين· و كشف السيد بن براهم عن إعداد دليل للمناهج والبرامج التربوية في ضوء التغيرات التي يعرفها العالم وخاصة في ميدان المناهج الكشفية، حيث تم عقد جلسات عمل مع مسؤولي المناهج والبرامج التربوية بوزارة التربية الوطنية باعتبارها الهيئة الوزارية المشرفة على إعداد ومتابعة تنفيذ البرامج في المدارس و الاكماليات من أجل إعداد هذا الدليل الوطني الذي يتضمن إنتاج أربع عناوين في المجالات الدينية والتربية الوطنية والاجتماعية والبيئية· وعلى صعيد آخر جدد بيت الكشافة الإسلامية الجزائرية على لسان قائدها العام دعمه المطلق لرئيس الجمهورية و زكّاه لخوض عهدة ثالثة بالنظر إلى الإنجازات الكبرى التي حققها وفي مقدمتها المصا لحة الوطنية على حد تأكيد القائد بن براهم الذي قال بأن الكشافة الإسلامية الجزائرية قطعت عهدا مع رئيس الجمهورية في لقاء معه قبل سنة 1999، وستواصل مساندته والنضال في هذا الخط عن "قناعة سياسية" ليس تقليدا ولا هرولة كما يقول السيد بن براهم موضحا أن موقف الكشافة هو من موقف ما سماه ب "المجموعة الوطنية" التي تضم كل المخلصين الذين يحبّون وطنهم، كما لم يخف القائد بأن رئيس الجمهورية قدم مساعدات و دعما كبيرين للحركة الكشفية و حارب أيضا الفساد، كما أنه يواصل الإصلاحات في مختلف القطاعات· وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار الذي شدد على ضرورة إعداد نظرة جديدة لشباننا مبنية على تصور الشباب كقوة حية أكد بالمناسبة أن النشاط الكشفي أصبح عنصرا هاما في السياسات العمومية المرجعية للشباب، و أشار في هذا الشأن أن الدولة وضعت منذ ثلاثة أشهر مسارا للتكفل بالشباب و أن وزارته بصدد تنفيذ المرحلة الثانية منه و تعكف حاليا بعد التحقق من مشاكل و انشغالات الشباب على وضع تصور لسياسة وطنية لرسم المحاور الأساسية و التوجيهات بإشراك جميع المتعاملين، موضحا أنه تم تنظيم عدة لقاءات تشاورية قصد الاستماع للشباب واقتراحاتهم من أجل إدراجها في التقرير النهائي· أما المرحلة الأخيرة فتتمثل في البرنامج العملي الذي يحدد التحديات و الأهداف و يوزع مختلف الأدوار على حد تأكيد السيد جيار الذي اعتبر بأن هذا المسار هو نداء إلى جميع المتعاملين للتكفل بمصير الشباب، و إطار مناسب للتأطير الجماعي للشباب طبقا للاستراتيجيات الحكومية التي تقضي بتحويل طاقة الشباب إلى ورقة رابحة للبلاد· من جهة أخرى كشف الوزير أن الدولة قدمت مساعدات مالية معتبرة للكشافة حيث تم اقتناء بدلات و رفع عدد المنخرطين من الشباب في صفوف الكشافة التي لعبت دورا أساسيا في صفوف الحركة الوطنية و مقاومة الاستعمار الفرنسي على حد تأكيده، مضيفا أنه تم الاتفاق بين مؤسسات الشباب التابعة للوزارة و القيادة العامة للحركة الكشفية على فتح آفاق واسعة للنشاط الكشفي في إطار البرنامج الجديد الذي يهدف إلى نشر الثقافة الكشفية و فوائدها و درس أصولها في المجتمع، إذ أن ذلك يبقى حسبه السبيل الوحيد الذي يمكن الشباب من ربط جسر قوي بين الماضي و و المستقبل· وفي نهاية حفل الافتتاح كرمت الكشافة الإسلامية الجزائرية أسرة الفقيد "الصديق جعيجع" وسلمت وسام استحقاق لوالد المرحوم اعترافا بعطائه و نضاله في صفوف الحركة الكشفية، كما تم توزيع 2000 بذلة كشفية للكشافة الصحراوية تضامنا مع الشعب الصحراوي· وجدير بالإشارة أن جدول أعمال المجلس تضمن مناقشة حصيلة النشاطات المنجزة لسنة 2007، كما تم عرض و مناقشة التقرير المالي والأدبي، قبل أن يعكف المشاركون على تحديد الخطة السنوية 2008 المتضمنة رفع عدد المنخرطين من 85 ألف إلى 150 ألف منخرط في المنظمة، وناقشوا أيضا أبرز المستجدات و القضايا ذات الانشغال الواسع مثل ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو الحراقة التي أصبحت هاجسا لدى العائلات الجزائرية، إضافة إلى الآفات الاجتماعية الخطيرة مثل المخدرات· و سيتم الأخذ بجميع مقترحات اللجان التي شكلت عقب الافتتاح الرسمي لأشغال المجلس، كما سترفعالتوصيات و التقارير التي خرج بها الاجتماع إلى الجهات الوصية قصد تدعيم و تفعيل الكشافة الإسلامية الجزائرية أكثر مما يمكن الشباب من إبراز قدراهم و تجسيد أفكارهم في بلدهم كما أوضحه القائد العام·