يشرع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، اليوم، في زيارة عمل إلى الجزائر على رأس وفد اقتصادي هام، تندرج في إطار تقييم التعاون الثنائي بين البلدين على ضوء الدورة الأخيرة للجنة المشتركة المنعقدة بأبو ظبي يومي 12 و13 ماي الجاري. وحسب بيان وزارة الشؤون الخارجية، فإنه فضلا عن تمكينها الطرفين من التطرق إلى محاور دعم التعاون الثنائي الجزائريالإماراتي، فإن هذه الزيارة تشكل فرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر والتنسيق والتشاور حول المسائل المتعلقة بالوضع العربي الراهن وكذا مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقد أكد وزير الخارجية الإماراتي في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية، أمس، أن العلاقات الثنائية بين الجزائروالامارات أصبحت متعددة الأوجه وتشهد نموا متزايدا، معربا عن أمله في أن تتضاعف الإستثمارات الإماراتية في الجزائر بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة. وأوضح الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بأن الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة شريكان في الحوار على أعلى المستويات الحكومية وتتلاقى آراؤهما تجاه القضايا العالمية الملحة والأمن الإقليمي والتعاون الثنائي، مشيرا إلى دعم الطرفان لقيم التعاون والاستقرار والوسطية والتسامح، بالإضافة إلى التعاون والمصالح المشتركة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والأمن. وبعد أن أكد بأن التجارة تعد من أهم مقومات العلاقات المتينة بين البلدين، ذكر وزير الخارجية الاماراتي بإسهام الاجتماع الحادي عشر للجنة الثنائية المشتركة الذي عقد قبل أسبوعين بأبوظبي في تعزيز الأواصر بين البلدين، لا سيما وانه مكن من التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون المهمة في مجالات التجارة والنقل البري والبحري، مبرزا في سياق متصل تواجد شركات إماراتية كبرى تعمل في الجزائر مثل شركة دبي العالمية وشركة مبادلة وشركة القدرة القابضة و«أرابتك" القابضة وشركة آبار للاستثمار وشركة إعمار. ولدى تطرقه لتطور العلاقات التجارية بين الطرفين، أكد رئيس دبلوماسية الإماراتية أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين بلغت 271 مليون دولار خلال الثمانية أشهر الأولى من عام 2012، معربا عن أمله في أن تزيد هذه الإستثمارات الإماراتية في الجزائر بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة بما يحقق الازدهار للبلدين. وفي نفس السياق، أشار الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين مسؤولي البلدين وأثرها في ترقية التعاون الثنائي في شتى المجالات، مذكرا بزيارة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الى الجزائر في مارس الماضي وكذا زيارته كوزير للخارجية إلى الجزائر في عام 2012. كما أكد، من جهة أخرى، ترحيب بلاده بكل من الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية ووزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار شريف رحماني بمناسبة زياراتهم لدولة الامارات العربية المتحدة خلال السنة الجارية، مبرزا في هذا الشأن إسهام هذه الزيارات في تسهيل عمليات التشاور والتعاون في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما أبرز في نفس الصدد استفادة الطرفين من الروابط العميقة على المستوى الشعبي، مذكرا بأن بلاده تحتضن قرابة 10 آلاف جزائري يعيشون ويعملون فيها بالإضافة إلى وجود 10 رحلات طيران للركاب بين البلدين والتي ساهمت حسبه في زيادة التواصل بين الشعبين. وبخصوص زيارته للجزائر، أكد المسؤول الإماراتي بأن المباحثات التي ستجمعه بالوزير الأول السيد عبد المالك سلال ستركز على إيجاد السبل الممكنة لتعزيز العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين، كما ستركز على القضايا الثنائية والإقليمية المهمة وبشكل خاص عملية السلام في الشرق الأوسط والأزمة السورية، مؤكدا بأن العلاقات التي تربط الجزائروالإمارات العربية المتحدة هي علاقات أخوية متميزة ترتكز على القيم والمصالح المشتركة، وتميزت بسجل حافل من التعاون الفعال منذ أن تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين في 1974.