أكدت الدكتورة هاجر حمر العين خبيرة في التغذية، أن مؤشر خطر السمنة في ارتفاع مستمر، لا سيما لدى الأطفال بنسبة 15٪، حيث يعاني طفل من بين 6، مشيرة إلى أن المعاينة التي أُجريت حول السمنة في المجتمع “تستلزم دق ناقوس الخطر، وتتطلب تدخّل السلطات العمومية”، واقترحت أن “يتجسد هذا من خلال الشروع في إعداد دراسة وطنية وبرنامج وقائي؛ قصد حصر العوامل التي تشجع على الإصابة بالسمنة لدى هذه الفئة”. الدكتورة هاجر حمر العين التي شاركت بمداخلة حول أسس التغذية السليمة لدى الرضيع والطفل، وكيفية تماشي نمو الجسم والعقل مع أنظمة الغذاء المحكمة، التي احتضنها المركز الثقافي الإسلامي مؤخرا، ركزت في حديثها على إعطاء نصائح للأمهات حول الأطعمة وفوائدها الصحية، حيث أشارت إلى ضرورة تناول الوجبات الثلاث الأساسية؛ (الفطور، الغَداء، العشاء) إلى جانب غذاءين وسطين والإكثار من تناول الخضر والفواكه، وكذا تجنّب استهلاك الوجبات السريعة والدهنية، وتفادي السكريات المفرطة؛ لأنها السبب الأول للسمنة عند إهمال الفرد لممارسة الرياضة بشكل منتظم، خاصة أنها تعمل على حرق الدهون والسعرات الحرارية الناتجة عن تناول وجبة غذائية ما. وفي إطار الخطة التطويرية للمركز الثقافي الإسلامي والحرص على صحة الأطفال والتعاون مع المجتمع المحلي للتنمية الثقافية الاستهلاكية، أشارت الخبيرة إلى الأطعمة الصحية المفيدة للطفل؛ من خلال الهرم الغذائي، لاسيما الخضر، الفواكه، اللحوم، الألبان والحبوب، حيث شدّدت على ضرورة احتواء كل طبق على الأقل، على ثلاثة عناصر مما سبق ذكره، ليكون الغذاء متوازنا وصحيا. كما تطرقت إلى أهمية الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف المتواجدة في الخضر والفواكه، في البناء الصحي لجسم الطفل. وعرّجت الخبيرة أيضا على الآثار الإيجابية للرضاعة على الفرد، النفسية منها والجسدية قائلة: “الرضاعة الطبيعية تكفي احتياجات الطفل في الشهور 4- 6 الأولى من حياته، وتحميه من الأمراض المعدية والحساسية، كما تساعده على اكتمال نموّه وتطوّره العاطفي والنفسي والاجتماعي والسلوكي والذهني أيضا؛ لأن حليب الأم يحتوي على عناصر تساعد على نمو الأجهزة والأنسجة في جسم الإنسان في المرحلة الأولى من عمره، كما أن الرضاعة الطبيعية تقوّي الرابطة بين الأم والطفل على عكس الرضاعة الصناعية؛ لأن الحليب المخصَّص للرضّع من حليب البقر وليس قريبا في مكوناته من حليب الأم، علما أن الأقرب إلى حليبها في بعض المكونات هو حليب الماعز”. ونبّهت حمر العين عن ضرورة حث الحواس لدى الطفل أثناء الأكل، لاسيما عند التذوق واختيار المأكولات التي يحبها أو يكرهها، إلى جانب تحفيزه على عملية المضغ بعد 11 شهرا؛ لما لهذه العملية من أهمية في تحليل الطعام وتسهيل عملية الهضم. من جهة أخرى، قالت خبيرة التغذية إن هناك أغذية ترفع معدل الذكاء لدى الطفل؛ “ليس هناك أطعمة معجزة تجعل من الطفل ذكيا، وإنما هناك مغذيات تساهم في تطوير فكر وذكاء الطفل”. وأضافت: “إن هذه المغذّيات نجدها في الحليب كامل الدسم؛ فهو غني بالأحماض الدهنية والكولسترول الذي يحتاجه الأطفال، وخاصة من تقلّ أعمارهم عن عامين. الكولسترول ضروري في هذه المرحلة لدوره المهم في بناء وتنشيط الخلايا العصبية، إلى جانب زبدة الفستق، فهي تحتوي على الدهون المسؤولة عن زيادة النمو الذهني والمهارات الإدراكية لدى الطفل، إضافة إلى البيض الذي يُعد غنيا بالكولسترول والبروتينات والعناصر الغذائية الضرورية للنمو، مثل مادة الكولين الشبيهة بفيتامين (ب)، والتي أثبتت قدرتها على تحسين التعلم وتقوية الذاكرة، علاوة على فعالية السمك، وخاصة أسماك التونة الغنية بالأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3، فهي ضرورية لسلامة العقل والجسم”. وفي النهاية توصي الدكتورة بإضافة اللحوم الحمراء إلى أغذية الأطفال؛ لأنها تحتوي على كميات معتبرة من الحديد والبروتينات والألياف والفيتامينات، خاصة فيتامين ب12. كما شدّدت حمر العين على ضرورة الاعتماد على التغذية الصحية لتجنيب الطفل خطورة السمنة، التي تتسبب في أمراض غير متنقلة، كداء السكري، وارتفاع الضغط الدموي، والتهاب المفاصل وحتى بعض السرطانات. وكان هذا اللقاء فرصة لأطباء الأطفال والمتخصصين في التغذية والأولياء، لمناقشة واقع الاستهلاك الغذائي في الجزائر وانتشار السمنة والوزن الزائد في الوسط المدرسي. وأبرزت الخبيرة دور الأولياء “الحاسم” في الوقاية من الوزن الزائد، الذي يعتمد على تغيير العادات الغذائية لمجتمعنا، الذي أصبح يميّزه الخمول واستهلاك الوجبات في مطاعم المأكولات الخفيفة. وأكدت أن “السمنة تُعد مشكل صحة عمومية، قد تكون له انعكاسات خطيرة على صحة الفرد”. كما أشارت إلى أهمية الرياضة والألعاب في تحفيز القدرة الفكرية وتنشيط الجسم.