تعدّ الرضاعة الطبيعية للطفل خلال الأشهر الأولى نقطة بداية لمسار غذائي صحي، ثم يعطى تدريجيا الطريق للعادات الغذائية للمجتمع والذي يساعد أيضا على تأكيد هويتنا الاجتماعية والثقافية ورموز كثيرة، وما هو مؤكد أن الأطفال الصغار يقلّدون الكبار وخاصة الأولياء في الغذاء، لذا فإن المدرسة الأولى للسلوك والخيارات الغذائية هو الجو العائلي واتباع نظام غذائي متوازن لجميع أفراد الأسرة، حيث يساعد في اكتساب عادات جيدة خاصة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، وذلك ابتداء من عام ونصف، حيث يمكن للطفل أن يأكل كل شيء تقريبا بكميات تتناسب مع عمره وحتى سن 06 سنوات يمكن أن يمر خلالها بفترات يرفض فيها الطعام بين عشية وضحاها أو رفض الأطعمة الجديدة. ومن السلوكيات الغذائية، تناول الحبوب والنشويات في كل وجبة، لأنها تعطي الطاقة اللازمة للدماغ وفي باقي الجسم للنمو، منها العصيدة والخبز والأرز والعجائن بصفة عامة والبطاطا. تحققي فقط من رغبات الطفل تبعا لحاجيات العمر. ومن العادات الإيجابية، تناول الحليب ومشتقاته، لتوفير الكالسيوم اللازم للنمو، وينبغي على الطفل أن يستهلك نصف لتر من الحليب يوميا أو منتجات الحليب تصل الى 3/4 حصص، بالإضافة إلى تمكين الطفل من اكتشاف الفاكهة والخضار لغناها بالمعادن والفيتامينات والألياف، فإنها تساعد على الهضم ودعم الصحة الجيدة، وخاصة بالنسبة للأطفال بين 10و11 شهرا من العمر، إذ يسمح بجميع الخضراوات باستثناء البقوليات مع تنويع الخضار والألوان وتقديمها بعدة أشكال (غراتن، مهروسة، على البخار...) مما يساعد على التنبيه لحاسة الذوق عند الطفل، وإذا كان لا يرغب في أكل الخضراوات يمكن جمعها أو خلطها مع النشويات، أو إذا كان الطفل يميل إلى رفض الخضر بتاتا، ليست هناك حاجة لإجباره عليها، وبالإمكان التركيز في البداية على الخضروات ذات الطعم الحلو طبيعيا مثل الجزر والطماطم. اللحوم والأسماك أو البيض بكميات صغيرة توفر البروتينات والفيتامينات والحديد، الكمية تختلف وفقا لعمر الطفل من 2 سنة 20 غراما في الغداء والعشاء وبعد 3 سنوات يمكن زيادة هذه الكميات إلى 25 غراما في الغداء والعشاء. - الحد من اللحوم إلى 2/3 مرات في الأسبوع وتجنّب اللحوم الغنية بالدهون. - الفواكه الفصلية كل يوم من اثنين الى ثلاث حبات حسب الحجم مثلا 2 مشماش أو 2 مشمشة1 تين (بخسيس) 1 تين شوكي (الهندي) أو برج بطيخ أو دلاع. إذ تحتوي القائمة أعلاه، على الفيتامينات والمعادن والألياف لا يمكن الاستغناء عنها. وأنصح بشراء الفاكهة ولو بكمية قليلة لترسيخها في ذهنيات وسلوك أطفالنا كونها طبيعية وصحية مع الغسل الجيد لها بدل شراء المشروبات المحلاة بالسكر والمشروبات الغازية التي تبقى غير طبيعية ومضرّة بالصحة عند الأطفال. القليل من الدهون ويمكن للأطفال تناول الدهون بكمية معتدلة، إذ أن فوائدها تعطي الطاقة للجسم وبعض الأحماض الدهنية الأساسية وبعض الفيتامينات المهمة مثل فيتامين .D.E.A ولا ينصح بإضافة الدهون في الشهور الأولى، مع اجتناب الملح والسكر، وذلك لاكتساب الذوق واللون الأصلي للغذاء. بهذه الطريقة يمكن اكتشاف الحساسية الغذائية إذا وجدت. حمية مقيّدة للأطفال! بصرف النظر عن بعض الأمراض النادرة، ليست هناك حاجة لوصف نظام غذائي تقييدا للطفل. يجب علينا أن نركّز على تصحيح الأخطاء واستعادة نظام غذائي متوازن. كيفية التعامل مع السمنة لدى الأطفال؟ السعرات الحرارية في الوجبات المقيّدة تحد من كمية السعرات الحرارية اليومية وقد يعوق النمو. وعلاوة على ذلك، نادرا ما يتبع هذا النوع من النظام الغذائي على المدى الطويل من قبل الأطفال. الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم حتى الآن مآخذ من السعرات الحرارية الزائدة عن احتياجاتهم. والسبب هو نظامهم الغذائي الغني جدا بالسكريات والدهون. وفي معظم الحالات، وهذا الخلل يأتي من الأطعمة والوجبات الخفيفة بين وجبات الطعام. والنصيحة هي تعديل وتصحيح الأخطاء الغذائية بسعرات أقل زائد الحركة اليومية. وبالتالي فمن الممكن استعادة تدريجيا نظاما غذائيا متوازنا مع نقص في الوزن بدون ما نؤثر على متعة الغداء والحالة النفسية للطفل. يتبع ...