الدهون هي جزء من غذائنا اليومي، وهي جد ضرورية للحفاظ على الجسم في صحة جيدة. كما إنها من بين أهم الإمدادات بالطاقة. إذ إن واحد غرام من الدسم يوفر 9 سعرات حريرية، أي أكثر من ضعف ما يوفره البروتين أو الكربوهيدرات، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات الأساسية التي تذوب في الدهون كفيتامين ''ه''، ''ك''، ''د'' و''أ''.. وهي المكونات الرئيسية لغشاء الخلايا لدينا، والمشاركة في تركيب بعض المواد مثل الهرمونات (A، D، E وK). والدهون مفيدة بشكل خاص عندما تكون احتياجاتنا من الطاقة مرتفعة، خلال النشاط البدني الشديد. ومع ذلك، قد يكون الاستهلاك المفرط للدهون عامل خطر في الإصابة بأمراض، مثل أمراض القلب والشرايين والسمنة. ومصادر الدهون يمكن أن تكون حيوانية أو نباتية، كما نجدها بشكلها الطبيعي في الأطعمة، مثل اللحوم والأسماك وصفار البيض والجبن والحليب والزيوت والبذور، والمكسرات، ونجدها على شكل مضافة أو مصنعة، كالحلويات والبسكويت والمعجنات والوجبات السريعة. ويعتبر اتباع نظام غذائي متوازن من حيث الدهون، باستهلاكنا، يوميا، قدرا من الطاقة على شكل دهون بنسبة 03 بالمائة من الطاقة الإجمالية التي يحتاجها الجسم يوميا، 1/3 منها تكون مصدرها حيواني، مثل اللحوم والأسماك وصفار البيض والجبن والحليب، خاصة منه كامل الدسم والزبدة، حيث تحتوي على الدهون المشبعة والإكثار منها قد يزيد من احتمال زيادة مستوى الكولسترول الكلي في الدم، والكوليسترول الضار خاصة، و2/3 مصدرها نباتي، كالزيوت النباتية والبذور، والمكسرات والأفوكادو، ومنها ما يسمى بالدهون غير المشبعة الأحادية أو المتعددة، مثل زيت الزيتون والمكسرات، التي تساعد في الحد من الكولسترول السيئ، وتحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية. ومن المعلوم اليوم أننا نجد، في كل مكان، في الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، الزيوت المهدرجة، وهي عبارة عن دهون نباتية متأثرة بالحرارة العالية، كالبطاطس المقلية والسمك والأطعمة المقلية والحلويات وحتى المرغرين، رغم أنها تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة، ولكن الإفراط في تناولها يمكن أن يسبب تلف الشرايين ومرض القلب والسمنة. كما نجد بعض أنواع الدسم الحيوانية، مثل المرغرين أو الزيوت دون كولسترول، حتى هذه الأنواع من الدسم قد يسبب الإفراط في تناولها، وخاصة في الطبخ والقلي، السمنة ومشاكل صحية ترافق السمنة، كمرض القلب وارتفاع الكولسترول ومشاكل في الشرايين والأوعية الدموية.