دعا المطرب الشامل حكيم صالحي، المطربين الشباب الذين اختاروا خوض مجال الفن بكل طبوعه، إيلاء أهمية للغتهم الأصلية المرتبطة ارتباطا وثيقا بهويتهم وثقافتهم بدل الغناء بلغات أخرى، فثقافتنا بحاجة لمن يخدمها ويساهم في ترقيتها، يقول الفنان، كما دعا إلى الاهتمام بعامل التنظيم في الحفلات التي أقرتها وزارة الثقافة، ويضيف حكيم صالحي في لقائه ب«المساء”، عقب إحيائه حفلا فنيا بدار الثقافة ”مولود معمري” في تيزي وزو، أنه على الفنان ألا يشتكي من ظروفه، فالفن يعاني كغيره من القطاعات من النقص والمشاكل. هذه المرة الثانية التي تحيي فيها حفلا فنيا بتيزي وزو، كيف وجدت الجمهور؟ أجل، إنها المرة الثانية التي أجتمع فيها مع جمهوري بتيزي وزو بعد غياب طويل جدا، فأنا أتذكر المرة الأولى، حين اكتظت قاعة العروض بدار الثقافة ”مولود معمري” بالجمهور الغفير الذي جاء لمشاهدتي على المنصة، لدرجة أن السيارة التي كنت بداخلها لم تتمكن حتى من مغادرة المكان، حدث لا يزال راسخا في ذاكرتي إلى اليوم، إنها لحظات جميلة وجد رائعة، وها أنا أعود مرة أخرى لملاقاة الجمهور الذي أقدره مهما كان عدده، فالعشرات كالآلاف بالنسبة لي، وعملت كل ما في وسعي للترفيه عنه وتمكنيه من قضاء وقت ممتع، مع الاستمتاع بالأغاني.
كيف تصف الجولات الفنية المنظمة من طرف ديوان رياض الفتح؟ إنها مبادرة جيدة من طرف وزارة الثقافة وديوان رياض الفتح، وأنا أشكرها على تنظيمها لمثل هذه الجولات الفنية التي تفتح الباب للفنانين الجدد لإبراز قدراتهم في هذا المجال، ويكتشفهم الجمهور أيضا، إلا أنني أتمنى أن يكون الفنان حاضرا على مدار السنة، لكن أتأسف لعدم إتباع هذه الجولات بإعلانات عبر الإذاعة والتلفزة وكذا الجرائد، مع نشر لائحات لإعلام الجمهور بمواعيدها وأماكن تنظيمها، بالتالي، أدعو الجهات المختصة إلى تنظيم أحسن، مع إطلاع الجمهور بالبرنامج المقرر قبل شهر على الأقل حتى يتسنى له حضورها، كما أنني مستعد شخصيا أن أكون من المبادرين بتنظيم مثل هذه الحفلات لضمان نجاحها، ولا تكون وليدة الدقيقة الأخيرة، فكثيرا ما أتفاجأ بأصدقاء يقولون لي: ”وين راك رايح يا حكيم”؟.”
ماذا عن تجربة التنشيط بالتلفزيون؟ أجل، لقد دخلت مؤخرا عالم التنشيط التلفزيوني، ورحبت كثيرا بفكرة انضمامي إلى قناة ”الجزائرية”، أين أنشط برنامجا يدعى”فنانين لايف”، وهي أول تجربة لي، كما أنها مسؤولية كبيرة، فعالم التنشيط ليس بالأمر السهل، ولكن أبذل كل ما بوسعي لإنجاح الحصة، خاصة أنها حصة خاصة بالفنانين، وأشكر القناة بالمناسبة على هذه الثقة التي منحتها لي، ولأن البرنامج فني، فهذا جعلني أرحب بالفكرة أكثر، خاصة أنني سأكون قريبا من الفنانين وأتعرف عليهم وعن مسارهم. فالغرض من هذه الحصة هو اختيار فنان له تاريخ فني، وقدم الكثير للفن، كما نستضيف مواهب غنائية شابة لإطلاع الجمهور عليها وتشجيعها.
ماذا تقول للمواهب الشابة؟ عليها أداء الأغاني بلغتها الأصلية؛ القبائلية، الشاوية والعربية، لغة أبائهما وأجدادها، فأداء الأغاني باللغة الفرنسية أو الإنجليزية خطأ كبير بالنسبة لي، فالشعب الجزائري متعطش لثقافته وهويته، كما أن النجاح في عالم الفن يتطلب الاهتمام بما لدينا من ثقافة، ثم الانتقال إلى طبوع أخرى، هذا من جهة، كما أن على المطربين الجدد اختيار كلمات نظيفة ولائقة، فأطلب منهم التقرب من كتاب الكلمات والشعراء لتقديم عمل جيد.
ماهو برنامجك لشهر رمضان، والصيف الذي هو على الأبواب؟ في الحقيقة، ليس لدي أي برنامج خاص بالصيف أو شهر رمضان، ولكنني أنتظر دعوات من طرف المنظمين والمسؤولين الإداريين، وإذا ما وجهت لي دعوة، فسأستجيب لا محال لها، علما أنني دخلت مؤخرا من السويد، أين مثلت الجزائر في حفل فني أقيم هناك.
ماهو جديدك؟ صدر لي ألبوم جديد نزل سوق ”الكاسيت” مؤخرا، يحمل عنوان؛ ”راحة البال”، يضم 13 أغنية حول الجزائر، كما يحوي عدة أغان أديتها بقلب وشاعرية، أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، وإن لم يكن في المستوى المطلوب، فأستسمحه، وسيتوجب عليّ العمل أكثر في المستقبل، ومن جهة أخرى، قدمت أغنية بالقبائلية من كلمات فرحات مبروك، نالت إعجاب الكثيرين وأنا سعيد بذلك.
الاحتفال باليوم الوطني للفنان على الأبواب، كيف ترى وضعية الفنان الجزائري؟ أنا لست من المطربين الذين يشكون ويقولون؛ إن المطرب فقير ويعيش ظروفا مزرية وتهميشا، حقيقة، عالم الفن تشوبه عدة مشاكل، لكن النقص مسجل في كل القطاعات والميادين، ومن باب المقارنة، فالفنان في البلدان المتقدمة يعيش في رفاهية نتيجة ما يعود عليه من الفن، لكن للأسف، ليس الوضع سيان في الجزائر، إذ يعد الغناء مصدر رزق، ثم يجب أن أوضح أمرا وهو أنه لا يجب الحكم على الفنان انطلاقا من عدم امتلاكه سيارة مثلا، على أنه لا يعيش في رفاهية وأنه في وضعية مزرية، فأحيانا نقول: ”إن الله إذا لم يعطنا فهو أعلم بسبب ذلك، والحمد لله على كل شيء”.
كلمة أخيرة؟ أشكر الديوان الوطني لرياض الفتح على هذه المبادرة، وأدعو إلى التكثيف من الجهود، وبمناسبة اليوم العالمي للفنان، أحيي كل الفنانين الجزائريين أينما وجدوا.