«والله خيرك لن ننساه»، بهذه المقولة ارتأى المركز الثقافي الجزائري بباريس أن يقيم حفلا فنيا ساهرا اليوم تحييه المطربة القبائلية المخضرمة نوارة، التي تعد واحدة من بين الأسماء الكبيرة في سماء الثقافة والأغنية القبائلية على وجه التحديد. في إطار سلسلة النشاطات التي دأب المركز الثقافي الجزائري بفرنسا على تنظيمها لفائدة الجالية الجزائرية بفرنسا، وبهدف الترويج للثقافة الجزائرية بالمهجر، سطر المركز برنامجا ثريا ومتنوعا في العديد من الأشكال الثقافية إلى غاية شهر ديسمبر، وستحيي المطربة نوارة سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة والنصف مساء الحفل وستؤدي أشهر الأغاني التي فتحت لها أبواب النجومية في عالم الأغنية القبائلية. وسبق للمطربة نوارة (67 سنة) أن كرمت من قبل وزارة الثقافة شهر أفريل الماضي بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، في حفل بهيج حضرته المطربة وأشرفت عليه السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة، وكان ذلك نظير ما قدمته الفنانة القديرة للأغنية القبائلية خلال سنين طويلة من عطائها الفني وتقديرا لسعيها المتواصل للحفاظ على التراث الجزائري الأصيل. ولدت نوارة واسمها الحقيقي حميزي زهية عام 1945 باعزازقة (تيزي وزو) وانتقلت بعدها رفقة عائلتها إلى القصبة بالعاصمة، بدأت الغناء منذ الستينيات وقد كانت منذ صغرها معجبة بالفنانة القبائلية وريدة التي بزغ نجمها في الخمسينيات والستينيات، وتتلمذت الفنانة على يد المطرب القبائلي الراحل شريف خدام الذي أعجبه صوتها كثيرا فاختارها لتأدية أغنية «آين أور تزريض» (ما لم تره) وهي الأغنية التي كانت نقطة انطلاقها إلى عالم الفن. غنت الفنانة نوارة للمرأة القبائلية المحافظة كما غنت للحب وللحنان وللغربة وقد عرفت خصوصا بطابع «أشويق»، كما سبق لها وأن غنت رفقة ألمع نجوم الأغنية القبائلية من أمثال شريف خدام وفريد فراقي ومجاهد حميد ومعطوب الوناس، ومن أشهر أغانيها نذكر «أيما عزيزن» و«أيول ذاشو أديقيمن» و«أسماكن نميوسان» وغيرها. يذكر أن الجالية الجزائرية بالمهجر على موعد آخر يوم السبت المقبل 13 أكتوبر بالمركز الثقافي الجزائري مع المطربة فايزة دزيرية لتؤدي حفلا من نوع الأغنية العاصمية، حيث يرى المركز الثقافي أن الحفل العاصمي يهدف إلى تشجيع الأصوات النسوية في هذا النوع من الغناء على غرار المطربة سلوى ومريم عابد وغيرهن.