يمثل الأطباء المتخرجون من كليات الطب الجزائرية، ربع الأطباء الأجانب الممارسين بفرنسا بنسبة فاقت 22 بالمائة، مما يؤكد مرة أخرى نوعية التكوين في الجامعات والمعاهد الجزائرية، والاعتراف الذي تحظى به الشهادات الجامعية المتحصل عليها ببلادنا في مختلف أنحاء العالم. وكشف المجلس الوطني للديموغرافيا الطبية بفرنسا عن تسجيل ارتفاع ملموس لعدد الأطباء الأجانب، الأفارقة بصفة عامة والمغارببيين بصفة خاصة، الذين يمارسون مهنة الطب على الأرض الفرنسية من بينهم الجزائريون الذين احتلوا صدارة القائمة. كما كشف المصدر أن أكثر من نصف الأطباء الحاصلين على شهادات الطب خارج فرنسا، ليسوا من دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل زهاء 10 آلاف طبيب، 40 بالمائة منهم أطباء جزائريون يتبعهم الأطباء السوريون بنسبة 11 بالمائة ثم المغاربة بنسبة 10.5 بالمائة. وتتصدر الجزائر من حيث تواجد الأطباء الأجانب الذين يصنعون النجاح والكفاءة لفرنسا ويبعثون الأمل والسعادة في نفوس المرضى بفضل كفاءتهم وبراعتهم في الممارسة الطبية بنسبة 22.2 بالمائة، ويتبعهم المغاربة ب5٫8 بالمائة، 2.5 بالمائة تونسيون و1 بالمائة مصريون، لتصل نسبة الأطباء المغاربيين الممارسين إلى 31 بالمائة من الأطباء. ويأتي هذا، في الوقت الذي أصبحت فيه الصحة في بلادنا مريضة ولا مرادف لها سوى الرداءة والإضرابات والإهمال وانعدام الحس الإنساني الأمر الذي نتج عنه فقدان الثقة والجري وراء العلاج في الخارج وعلى الخصوص في فرنسا، حيث تحقق الكفاءات الجزائرية التكفل الطبي الجدي والنوعي. وقد تميزت العشرية الأخيرة بهجرة العديد من الأدمغة الجزائرية من باحثين ومهندسين وأطباء، هؤلاء الذين ذهبوا بحثا عن ظروف مهنية واجتماعية ملائمة ومحفزة فخسرتهم الجزائر بعد أن أنفقت أموالا ضخمة وبذلت مجهودات جبارة في التكفل بالتكوين العالي في المجال الطبي من أجل ضمان تغطية صحية شاملة وعادلة علما أن كليات الطب في الجزائر كونت ما يقارب 80 ألف طبيب خلال خمسين سنة من الاستقلال بعد ما كان عدد هذا السلك لا يتجاوز 500 طبيب من مختلف الاختصاصات في سنة 1962. ولم يبق من بين ال80 ألفا إلا 46379 طبيبا أي ما يفوق النصف، في حين اختار الآخرون الهجرة من أجل العمل بمستشفيات أوروبا وأمريكا. ويرى الأستاذ عبد الحميد أبركان، الوزير السابق للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي سبق له وأن تولى أيضا منصب وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ومؤطر بكلية الطب بجامعة قسنطينة، أن التكوين بالجامعات الجزائرية يضاهي التكوين بالدول المتقدمة وقد أثبت الأطباء الجزائريون الممارسون بمستشفيات هذه الدول كفاءتهم بجدارة. وخلال السنوات الأخيرة، وصل عدد الكليات عبر القطر إلى 11 كلية أربع منها بالوسط وثلاث كليات أخرى بالغرب مع مشروع إنشاء ثلاث كليات أيضا في سنة 2013 بالجنوب الجزائري.