إحياء لليوم العالمي للتبرع بالدم، نظم أول أمس، المركز الثقافي الإسلامي بالتنسيق مع جمعية "تازمارتنغ "(صحتنا) للإطارات شبه الطبية بغرداية، وبالتعاون مع مركز حقن الدم التابع لمستشفى "مصطفى باشا" بساحة البريد المركزي، حملة للتبرع بالدم تحت شعار "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ". وقد عرفت الحملة التحسيسية تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين الذين توافدوا بأعداد كبيرة للتبرع بالدم، والاطلاع على فحوى المعرض التحسيسي الذي نظم بالمناسبة من أجل إزالة مخاوف الناس، وإعلامهم بأهمية التبرّع في إنقاذ الأرواح. وفي تصريحه ل "المساء" قال حاج سعيد أحمد المكلف بالإعلام بجمعية صحتنا، "إن الهدف من إحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم، هو تذكير الناس بأهمية الالتفات لغيرهم بقطرة من دمهم، ولأن عددا كبيرا من الناس يعزفون عن التبرع بسبب الخوف، نظمنا بالمناسبة معرضا تحسيسيا أدرجنا فيه بعض المعلومات المهمة حول عملية التبرع والفائدة منها، كما حدّدنا الأشخاص المستفيدين من الدم، وهم عموما المرضى بالمستشفيات الذين يتكبدون عناء البحث عن متبرع بسبب النقص المسجل على مستوى المؤسسات الاستشفائية من هذه المادة الحيوية" . وأضاف، "لابد على كل المواطنين الأصحاء القادرين على التبرع، أن يقتنعوا أنّ الدم لا يعوضه إلا الدم، والدم المتبرع به لديه مدة صلاحية، ومن ثمة لابد أن تتكون لدينا ثقافة الديمومة على التبرع، وألا نحصره في المناسبات فقط أو عندما يحتاج أحد أفراد العائلة للدم" . ومن جهته، قال كمال لكحل مسؤول حقن الدم بمستشفى مصطفى باشا، إن" ثقافة التبرع بالدم للأسف الشديد لا تزال محصورة بين أفراد العائلة، إذ نجد على مستوى المؤسسات الاستشفائية، أنّ أكثر الوافدين على التبرع بالدم هم من أقارب المتبرع له، الأمر الذي يدعونا ونحن نحيي اليوم العالمي للتبرع بالدم، لتوجيه نداء إلى كافة المواطنين بغية الإقبال على مراكز حقن الدم بصورة منتظمة، لوضع حدّ أمام النقص الذي يسجّل في بعض الأحيان في هذه المادة الحيوية الضرورية للمرضى. وفي رده عن سؤالنا حول أكثر الزمر الدموية التي تشكل نقصا، قال محدثنا"إن مراكز حقن الدم تحتوي على كل أنواع الزمر الدموية، ولكنها تسجل في بعض الأحيان بالزمر الدموية السلبية ". وفي سياق آخر، أرجع الدكتور لكحل، عزوف بعض المواطنين عن التبرع، إلى الخوف من انتقال بعض الأمراض عن طريق الحقن، حيث قال "ينبغي أن يفهم كل المواطنين، أنّ عملية التبرع بالدم يشرف عليها طاقم طبي متخصص، يعتمد على أجهزة وأدوات طبية معقمة تستعمل مرة واحدة، ومن ثمة فليس هناك ما يدعو للخوف" . والجدير بالذكر، أنّ المركز الإسلامي أشرف على تنظيم محاضرتين، الأولى تحت عنوان: "معنى ودور الدم في الحياة البشرية"، والثانية تحت عنوان: "الجانب الإنساني والشرعي لعملية التبرع بالدم" ويتمثل الغرض بحسب موسى زروق، إمام وأستاذ في المركز الثقافي الإسلامي، في تكريس ثقافة التبرع بالدم عن طريق إفهام المواطنين المعنى من قوله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".