في إطار الاحتفال بذكرى خمسين سنة لاستقلال الجزائر وحلول شهر القرآن الكريم شهر رمضان، انطلقت أمس بالمركز الثقافي الإسلامي الدورة العلمية الثانية في تجويد القرآن الكريم، التي أَعدّها الأستاذ موسى زروق أستاذ في القراءات العشر، وحضرها جمع من الطلبة والأساتذة. وقد خُصصت الندوة الأولى لشرح منظومة “المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه” للإمام ابن الجزري. استهل الأستاذ موسى زروق كلمته بالإشارة إلى أن هذه الدورة تشتمل على أربع وحدات، ثم تجويد الحرف وتجويد الكلمة والجملة مع التعريف بابن الجزري صاحب هذه المنظومة. استعرض المحاضر في بداية درسه العلمي، التعريف بعلم التجويد وتبيين أقسامه؛ فمن حيث اللغة هو التحسين، واصطلاحا هو إخراج كل حرف من مخرجه وإعطاؤه حقه ومستحقَّه من الصفات اللازمة التي لا تنفكّ عنه في حال من الأحوال. وأضاف المحاضر في تعريف علم التجويد، أنه مثل الشجرة؛ جذور وساق وأغصان، حيث تمثل الجذور مخارج الحروف والصفات التي هي أساس القراءة، والساق تمثل الكلمة، وهي حسن التلاوة المترتبة على القواعد والأحكام، والقصد منها التدبر المتعلق بالمعنى الذي ينشأ وفق الابتداء والوقف الصحيحين. ثم شرحَ المحاضر كيفية تجويد الحرف والكلمة والجملة وضبطها ومعرفة المعاني الحاصلة عن معرفة المواضع الصحيحة. وبعد هذا التقديم تطرق المحاضر إلى نشأته، إذ جاءت مع القرآن الكريم، الذي هو كلام الله المنزَّل عن طريق جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليتلقّاه الصحابة، ثم ليصل إلينا جيلا عن جيل. كما تناول المحاضر من ضبطوا التجويد من العلماء، خصوصا اللغويين منهم كأبي الأسود الدؤلي، والخليل أستاذ سيبويه، لينتقل بعد ذلك إلى التدوين والتجويد عند علماء العربية وكتب القراءات، لينتهي بالتجويد، ليصبح علما قائما بذاته على يد العالم الإمام محمد المكي بن أبي طالب القيسي، ليلمع في هذا العلم عالمنا الإمام ابن الجزري. كما عرّف المحاضر الطلبة والحضور بالإمام ابن الجزري، الذي وُلد بدمشق سنة 751، وحفظ القرآن بها وعمره 14 سنة، وتلقّى علوم القرآن عن علماء مصر والشام والحجاز، وأخذ علم القراءات إفرادا، ثم جمعا، ورحل كثيرا في طلب العلم؛ من حديث وفقه وأصول المعاني والبيان، وأجازه بالإفتاء الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير. واستطرد المحاضر في تعريفه بالإمام ابن الجزري، أنه استقر في تركيا (07) سنوات، وفيها نظّم هذه المنظومة التي عنونها ب “المقدمه فيما على قارئ القرآن أن يعلمه”، كما له عدة مؤلفات أخرى منها “النشر في القراءات العشر”، و"منظومة طيبة النشر”، و"الدرّة المضيّة في القراءات الثلاث المتممة للشاطبية”، و"غاية النهاية في طبقات القرّاء”، وقد توفي الإمام ابن الجزري في شيراز بإيران سنة 833ه. وقد استهل ابن الجزري رحمة الله عليه “المقدمه فيما على قارئ القران أن يعلمه” بقوله: ”يقول راجي عفو ربٍّ سامع محمد ابن الجزري الشافعي الحمد لله وصلى الله على نبيّه ومصطفاه محمد وآله وصحبه ومقرئ القرآن مع محبّه” وتتواصل الدورة العلمية الثانية في تجويد القرآن الكريم بشرح منظومة الإمام ابن الجزري، إلى غاية 27 جوان الجاري.