لا زالت الأوساط الرياضية المهتمة بشؤون مولودية الجزائر تتابع بكثير من الترقب الأوضاع داخل فريقها بعد الاستقالة المفاجئة للمسير العام عبد النور كاوة الذي لم يتم التأكد بعد من انسحابه بصفة رسمية إثر تدخل بعض الأطراف القريبة منه التي تعتقد أن تركه للمنصب الذي كان يشغله سيعكر الأجواء داخل الفريق ولن يسمح للاعبين بإجراء تحضيرات في المستوى المطلوب. وكان كاوة قد استقال بسبب رفض رئيس مجلس الإدارة، بوملة، الموافقة على اقتراحه القاضي برفع راتب اللاعب سامي ياشير، حيث تسعى هذه الأطراف إلى إعادة الدفء إلى العلاقات بين الرجلين. وقد يعزز نجاح مساعي هذه الأطراف موقف مدرب الفريق ألان غيغر، الذي هدد بالانسحاب من العارضة الفنية في حالة إصرار كاوة على الذهاب، حيث اعتبر أن مجيئه إلى النادي العاصمي وقبوله بمهمة تدريب فريقه يرجع الفضل فيه بالدرجة الأولى إلى كاوة بعدما أعجب بالمشروع الرياضي الذي قدمه له هذا الأخير، ولا شك أن موقف التقني السويسري من هذه القضية سيكون حاسما فيما سيؤول إليه مستقبلا منصب المسير العام للفريق في الوقت الذي بدأ فيه البعض يتحدث عن وجود أسماء جاهزة لخلافة كاوة منها لاعب الفريق في السبعينات والثمانينات الزوبير باشي وناصر بويش.
تأخر كبير في الاستقدامات وتجديد عقود اللاعبين وتأسفت الأوساط الرياضية للعميد لحدوث هذا الخلاف في مرحلة لم يتم فيها ضبط، بنسبة كبيرة، تعداد الفريق الذي تدعمت صفوفه إلى حد الآن بلاعبين اثنين فقط هما المدافع المغترب حبيب بلعيد والمهاجم غربي من جمعية الشلف، ويمكن لمجلس الإدارة أن يعاتب كاوة في هذا الجانب على اعتبار أنه المسؤول الأول عن الاستقدامات، حيث يعاب عليه فشل مساعيه في المحاولات التي قام بها لكسب خدمات لاعبي وفاق سطيف قراوي وعودية، أما الأول فقد فضل البقاء مع فريقه والثاني انتقل إلى ألمانيا لإجراء اختبارات في نادي دريسد، في حين لم تتضح الرؤية بشأن لاعب إيستر يحيى الشريف، حيث لازالت المفاوضات مع النادي الفرنسي متعطلة بالرغم من أن اللاعب الجزائري يلح على تقمص ألوان العميد في بطولة الموسم القادم. ويعاب، من جهة أخرى، على كاوة تأخره في الشروع في عملية تجديد عقود لاعبي الفريق، إذ باستثناء وسط الميدان فريد غازي والمهاجم سامي يشير، فإن اللاعبين الآخرين لم يقوموا بعد بهذه الخطوة بالرغم من اقتراب موعد انطلاق التدريبات التي حددت بدايتها في 31 جويلية، ويبدو أن مهمة كاوة وأعضاء مجلس الإدارة لن تكون سهلة في هذا الجانب لكون الأغلبية الكبيرة من لاعبي تعداد الموسم المنصرم سيطالبون بالزيادة في راتبهم على غرار ما يطالب به حاليا قائد الهجوم حاج بوقاش الذي يريد قبض شهريا ما لا يقل عن ثلاثمائة مليون سنتيم. كما أن إدارة النادي مطالبة بالإسراع في ضبط برنامج تربص الفريق المرتقب أن يجري على مرحلتين بالمغرب.