وجّه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أول أمس، خلال إشرافه على مراسم حفل تخرج ثلاث دفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، كلمة ضمّنها رسالة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، للخريجين وكافة العسكريين بأن القوات المسلحة ستبقى الحصن الحصين الذي يضمن استقرار الجزائر ويصون حرمة ترابها الوطني ووحدة شعبها ويمنحها القوة الكفيلة بمواصلة دربها بكل حرية وسيادة، قائلا "إننا نعيش اليوم في عالم متسارع، يموج بالكثير من المتغيرات ويغلب عليه طابع التذبذب وعدم الاستقرار، مما يتطلب منا كعسكريين بذل جهود كبيرة من أجل مواصلة القيام بمسؤولياتنا الوطنية والدستورية وحماية سيادة الجزائر واستقلالها الوطني في كل الظروف والأحوال". وكان في استقبال الفريق أحمد قايد الذي كان مرفوقا بوفد ضم أعضاء من الحكومة وإطارات سامية في الدولة بمقر الأكاديمية، اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية، واللواء حبيب شنتوف، قائد الناحية العسكرية الأولى، إلى جانب قائد الأكاديمية، العميد سيدان علي، حيث أدت تشكيلة التحية العسكرية قبل أن يشرف على تدشين قاعة شرفية، بمدخل الأكاديمية. وككل سنة وفي احتفائها بتخرج دفعاتها، تميزت الأكاديمية، قلعة التكوين العسكري بشرشال، بأجوائها المعتادة، وأبانت عن عينات من ثمرة من تكوينها النوعي، ورسمت لوحات تحمل الكثير من إيحاءات تقديس "الواجب - الوطن" الذي تتخذه شعارا لها، وتجلت من خلالها جهود الدولة في الاهتمام بهذا الصرح العسكري الهام، الذي يعتبر خزان المدارس العسكرية والهيئات والوحدات القتالية. وكالعادة وبعد تفتيش المربعات من طرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أدى المتخرجون القسم في ساحة العلم ليشرف بعدها الفريق قايد صالح رفقة قيادات من الجيش الوطني الشعبي على تقليد الرتب وتسليم الشهادات على الضباط الثمانية المتفوقين الأوائل، داعيا في رسالة إلى أفراد الجيش والطلبة إلى "بذل جهود كبيرة من أجل مواصلة القيام بالمسؤولية الوطنية والدستورية المتمثلة في حماية سيادة الجزائر واستقلالها الوطني في كل الظروف والأحوال" على اعتبار أن "عالم اليوم متسارع الأحداث ويغلب عليه طابع التذبذب وعدم الاستقرار". وتتشكل الدفعات المتخرجة -التي تحمل هذه السنة اسم المجاهد الفقيد الرئيس أحمد بن بلة وتتزامن مع اختتام سنة الاحتفال بخمسينية الاستقلال وضمت ضباطا من دول شقيقة وصديقة- من الدفعة السادسة من التكوين العسكري القاعدي والدفعة ال44 من التكوين الأساسي للضباط وكذا الدفعة ال41 من دروس القيادة والأركان. وذكّر قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة، العميد سيدان علي، أن الأكاديمية كقلعة ونواة صلبة للقوات المسلحة في التكوين النوعي كانت خلال السنة التكوينية المنقضية مفعمة بالنشاطات وأن الدفعة السادسة من التكوين العسكري القاعدي المشترك نفذت البرنامج التدريبي المقرر لها بصفة كاملة وأجرت التمارين الميدانية بصرامة عالية وانضباط كبير، وأن الدفعة الرابعة والأربعين من التكوين الأساسي تلقت تكوينا علميا وبدنيا وعسكريا يساعد الخريج على تحمل مختلف الصعاب، كما أن الدفعة الواحدة والأربعين من دورة القيادة والأركان التي تلقت تكوينا نظريا وتطبيقيا تعرف من خلاله المتربصون على أسلحة وحدات الإمداد وأساليب استعمالها في مختلف أنواع القتال، مضيفا أن الأكاديمية عملت لأول مرة على ضمان تكوين قاعدي لفائدة خريجي أشبال الأمة بإرساء تقنيات أكثر كفاءة من خلال الشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مما سمح ببلوغ الأهداف البيداغوجية المسطرة بفضل حرص قيادة الجيش الوطني الشعبي على النوعية العالية للتكوين. وقد حضر المراسم ألوية وعمداء من وزارة الدفاع الوطني وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر وجمع غفير من أهالي الخريجين، ولم تغب عن حفل الأكاديمية تلك اللوحات الرياضية الفنية والاستعراضات العسكرية منها تمرين بري في القضاء على مجموعة إرهابية على متن عربة متنقلة، وتبرز هذه العينات التكتيكية القدرات القتالية العالية التي تزخر بها مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي، حيث قام الطلاب بتشكيل لوحة عسكرية تمثل خريطة الجزائر بالألوان الوطنية، وكذا نقل مباشر لتمرين بياني حول كيفية القضاء على قوة معادية. كما عرض تمرين بياني عن طريق الفيديو نفذ من طرف القوات البحرية في عرض شواطئ شرشال من خلال تحرير سفينة تجارية جزائرية من قبضة مجموعة إرهابية وذلك باستعمال غواصات ومغاوير بحرية ثم تلتها عملية إنقاذ الجرحى بكل احترافية ودقة من طرف الحوامات ليختتم الاحتفال بإنزال للمظليين وسط ساحة الأكاديمية. للإشارة، كانت المناسبة أيضا فرصة لتكريم عائلة الرئيس الراحل أحمد بن بلة الذي بدأ بعد مجازر الثامن ماي 1945 العمل النضالي وشارك في الهجوم على بريد وهران عام 1949 ليتولى قيادة المنظمة الخاصة بعدها، ثم ألقي عليه القبض من طرف المستعمر سنة 1950 وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات لكنه سرعان ما فر والتحق بمصر، حيث تكفل بنقل الأسلحة والذخيرة للثورة.