أشرف يوم الخميس بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال (تيبازة) قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح على مراسيم حفل تخرج ثلاث دفعات من الضباط و الضباط السامون حملت اسم فقيد الجزائر الرئيس الأسبق أحمد بن بلة الذي وافته المنية مؤخرا. و كان في استقبال الفريق احمد قايد الذي كان مرفوقا بوفد ضم أعضاء من الحكومة و إطارات سامية في الدولة بمقر الاكاديمة اللواء احسن طافر قائد القوات البرية و اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى إلى جانب قائد الأكاديمية العميد سيدان علي حيث أدت تشكيلة التحية العسكرية قبل أن يشرف على تدشين قاعة شرفية. و بعد تفتيش المربعات من طرف قائد أركان الجيش الوطني الشعبي أدى المتخرجون القسم في ساحة العلم ليشرف بعدها (الفريق) رفقة قيادات من الجيش الوطني الشعبي على تقليد الرتب و تسليم الشهادات على المتفوقين الأوائل. وحث الفريق أحمد قايد صالح خلال مراسيم التخرج إطارات الجيش الوطني الشعبي و الطلبة على "بذل جهود كبيرة من اجل مواصلة القيام بالمسؤولية الوطنية و الدستورية المتمثلة في حماية سيادة الجزائر واستقلالها الوطني في كل الظروف و الأحوال" على اعتبار أن "عالم اليوم متسارع الأحداث و يغلب عليه طابع التذبذب و عدم الاستقرار". وأوضح أن هذه "التوجيهات" هي رسالة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني الذي حرص على تبليغها للمتخرجين و من خلالهم إلى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي الذي "سيبقى الحصن الذي يضمن استقرار الجزائر و حرمة ترابها و وحدة شعبها". للإشارة تتشكل الدفعات التي ضمت أيضا أفراد من دول شقيقة من الدفعة السادسة من التكوين العسكري القاعدي و الدفعة ال44 من التكوين الأساسي للضباط و الدفعة ال41 من دروس القيادة و الأركان حيث تلقوا فترة تكوين "عالي المستوى بهذه القلعة التي تعد النواة الصلبة لجهاز التكوين العسكري بالجزائر لفائدة كل الأسلحة" كما قال العميد سيدان في كلمته. كما تميزت السنة الدراسية 2012-2013 -يضيف العميد إلى جانب ضمان تكوين قاعدي لأول مرة لفائدة خريجي أشبال الأمة ب"إرساء تقنيات أكثر كفاءة من خلال الشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ما سمح ببلوغ الأهداف البيداغوجية المسطرة بفضل حرص قيادة الجيش الوطني الشعبي على النوعية العالية للتكوين". و تواصلت المراسيم التي حضرها ألوية وعمداء من وزارة الدفاع الوطني وأعضاء من السلك الدبلوماسي بعد تسليم راية المدرسة إلى الدفعة القادمة ليفسح المجال أمام استعراض عسكري باهر ابرز القدرات القتالية العالية التي تزخر بها مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي. و تميزت تلك الاحتفالات إلى جانب تلك اللوحات القتالية بتشكيل لوحة عسكرية تمثل خريطة الجزائر بالألوان الوطنية بتمرين بياني حول كيفية القضاء على قوة معادية تحتجز رهائن و تسيطر على الوضع برا. كما عرض تمرين بياني عن طريق الفيديو نفذ من طرف القوات البحرية في عرض شواطئ شرشال من خلال تحرير سفينة تجارية جزائرية من قبضة مجموعة إرهابية و ذلك باستعمال غواصات و مغاوير بحرية ثم تلتها عملية إنقاذ الجرحى بكل احترافية و دقة من طرف الحوامات ليختتم الاحتفال بإنزال للمظليين وسط ساحة الأكاديمية. و كانت المناسبة أيضا فرصة لتكريم عائلة الرئيس الراحل بن بلة الذي بدأ بعد مجازر الثامن ماي 1945 العمل النضالي وشارك في الهجوم على بريد وهران عام 1949 ليتولى قيادة المنظمة الخاصة بعدها ثم ألقي عليه القبض من طرف المستعمر سنة 1950 و حكم عليه بالسجن لمدة سبعة سنوات لكنه سرعان ما فر وإلتحق بمصر أين تكفل بنقل الأسلحة والذخيرة للثورة . و شهدت الاكادمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال التي فتحت أبوابها عام 1963 تحت اسم المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة خمسة مراحل آخرها ابتداءا من 2007 أين أخذت طابعا تكوينيا جديدا يتمثل في تعليم أساسي من طورين بهدف توحيد التكوين لجميع ضباط الجيش الوطني الشعبي و فتح جسور على التكوين الجامعي.