تعتزم الحكومة البريطانية، نشر مئات الجنود من القوات الملكية "قريبا" في ليبيا، ضمن مهمة لتدريب وحدات الجيش الليبي وتأهيلها لمواجهة الجماعات المسلحة التي وجدت في هذا البلد مرتعا لها، في ظل عجز سلطاته عن فرض دولة القانون. وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أمس، أن قادة الجيش البريطاني ومسؤولي الدفاع "وضعوا خططا سرية لإرسال المكونين العسكريين في غضون أشهر إلى ليبيا، للمساعدة في تدريب قواتها لتفادي تحول هذا البلد إلى ملاذ آمن للمتطرفين الإسلاميين بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في أكتوبر 2011". وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، "إن المملكة المتحدة عرضت تدريب ما يصل إلى 2000 جندي ليبي على المهارات الرئيسية لقوات المشاة، في إطار اتفاق توصلت إليه مجموعة الثمانية في قمتها الأخيرة بايرلندا الشمالية، وأبدت بعض دولها استعدادها لتدريب 7000 جندي ليبي لمساعدة الحكومة الليبية على تحسين استقرار البلاد". وأضاف أن التخطيط للعملية "يجري الآن بما في ذلك النظر في مواقع التدريب". وذكرت صحيفة "دايلي مايل" أن الجنود البريطانيين "سيساعدون في تدريب الجيش الليبي على طرق تأمين الحدود، ومنع تدفق شحنات الأسلحة للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء البلاد، وتلقينهم المهارات الأساسية لمنع المسلحين من تأمين موطأ قدم لهم في ليبيا". كما أشارت إلى أن مسؤولي الدفاع البريطانيين أمروا أربع كتائب مشاة ببدء الاستعدادات المطلوبة للمهمة الليبية. ولكن المسعى البريطاني قوبل بانتقاد أطراف داخلية أثارت المخاوف من احتمال انجرار بريطانيا إلى حرب دموية أخرى شبيهة بالمستنقع الأفغاني، الذي راح ضحيته 444 جنديا بريطانيا إلى غاية الآن. وحذر ضباط بريطانيون من أنّ الانتشار المقترح سيضع أعباء ثقيلة على الجيش البريطاني، في وقت بدأت فيه وزارة الدفاع تسريح قرابة 5 آلاف جندي وتخفيض عدده من 100 ألف إلى 82 ألفا جنديا في غضون السنوات المقبلة. وذكر هؤلاء بالتهديد الذي يشكله 3 آلاف صاروخ أرض جو فقدت في ليبيا منذ بدء الصراع المسلح، إلى جانب نهب أكثر من مليون طن من الأسلحة التابعة للنظام السابق من المخازن مباشرة بعد سقوطه. كما حذر جهاز الأمن الخارجي البريطاني "إم. آي. 6"، من أن كمية كبيرة من هذه الأسلحة تم تهريبها إلى جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة". وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، أبدى قلقا متزايدا من احتمالات كبيرة لتحول ليبيا إلى ملاذ للجماعات المتعاطفة مع تنظيم القاعدة