وصفت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية كريستالينا جورجيفا الوضع في ليبيا بأنه خطير جدا، وحذرت من أنه إذا احتدم القتال "فقد نشاهد مغادرة عائلات ونساء وأطفال، ولاجئين حقيقيين"، في وقت تدرس فيه بريطانيا خيارات إرسال جنود إلى ليبيا لأغراض إنسانية وللمساعدة على الإجلاء. ومع الإقرار بصعوبة الوضع قالت إن عملية إدارة تدفق حشود المغادرين من ليبيا إلى تونس ومصر تمت "بشكل طيب نسبياً" حتى الآن، لكنها يمكن أن تخرج بشكل سريع عن السيطرة ويصبح من الصعب التعامل مع الأوضاع هناك. وقالت جورجيفا –التي زارت الحدود التونسية الخميس الماضي- في مقابلة مع الوكالة الألمانية إن الأزمة الإنسانية ستتفاقم هناك، لكنها أكدت أن غالبية الأشخاص ليسوا لاجئين وإنما هم مهاجرون يريدون العودة إلى ديارهم. وقالت إن الأولوية الواضحة هي حصول الناس على مأوى رغم وجود نقص في المواد الغذائية والأغطية ومستلزمات الصرف الصحي وتأمين انتقالهم إلى بلدانهم. ونبهت جورجيفا إلى ضرورة بذل جهد أكبر لنقل المهاجرين إلى بلدانهم خصوصا أولئك المنحدرين من بلدان فقيرة مثل بنغلاديش إذ "ليس لديهم سفارة ولا يرون بصيص أمل"، داعية إلى مساعدة هؤلاء الذين يعانون من الصعوبات الكبرى. ويعتقد أن نحو مائة ألف شخص عبروا الحدود الليبية إلى تونس منذ الثورة الشعبية ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي يوم 15 فبراير الماضي. بيد أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قالت إن عدد من تمكنوا من عبور الحدود شهد تراجعاً كبيراً بعدما وصلت قوات موالية للقذافي إلى مناطق قريبة من الحدود الليبية التونسية. وقد أرسل الاتحاد الأوروبي في الأيام الأخيرة خبراء إلى الحدود الليبية مع كل من مصر وتونس لتقييم احتياجات اللاجئين هناك. ولم يتمكن الاتحاد حتى الآن من إرسال أي شخص إلى العاصمة الليبية طرابلس. من جانبها واصلت الصين إجلاء رعاياها من ليبيا بأعداد كبيرة عبر اليونان وبلغ عدد من تم ترحيلهم نحو 36 ألفا. وفي موقفٍ لافت للنظر، دعا مسؤول عسكري صيني كبير إلى ضرورة تمتع البلاد بميزانية كبيرة تسمح للقوات المسلحة بحماية الصينيين في أي مكان من العالم. من جهة أخرى أعلنت الحكومة البريطانية امس أن مفرزة من الجنود البريطانيين تأهبت للذهاب إلى ليبيا لأغراض إنسانية وللإجلاء إذا اقتضى الأمر. وذكرت وزارة الدفاع أنه جرى تجهيز كتيبة بلاك ووتش -وهي الكتيبة الثالثة في الفوج الملكي الأسكتلندي- في الأيام العشرة الماضية بحيث يمكن لمائتين من جنودها الانتشار في غضون 24 ساعة. وقالت متحدثة باسم الوزارة إن الكتيبة ستقدم مساعدات إنسانية ولن تنخرط في أي قتال أو تتدخل عسكريا على أي نحو، وأضافت "لا توجد إشارة إلى أنهم سيشاركون في أي مهمة قتالية أو هجوم بري". بيد أن صحيفة ديلي ميل البريطانية ذكرت أن عناصر من جهاز المخابرات الخارجية البريطانية -المعروف أيضاً باسم أم آي 6- يدعمهم عناصر من قوات النخبة البريطانية سيصلون خلال أيام إلى المنطقة الشرقية في ليبيا التي يسيطر عليها الثوار. وأشارت الصحيفة إلى أن الجواسيس البريطانيين تواصلوا مع المعارضة الليبية التي يقودها زعيم المجلس الوطني الليبي مصطفى عبد الجليل، ووافق الوزراء البريطانيون على وجود بريطانيا على الأرض في ليبيا لجمع المعلومات وتعزيز فرص الثوار في الانتصار. ومن المرجَّح أن تلعب بريطانيا دوراً رئيسياً في أي عملية عسكرية يمكن أن تُشن على نظام العقيد القذافي وأن تقدم طائرات التزويد بالوقود في حال فرض منطقة حظر جوية فوق ليبيا التي تشهد منذ 17 فبراير الماضي قمعاً دموياً لمظاهرات الاحتجاج على نظام القذافي أدت إلى سقوط الآلاف من القتلى والجرحى.