غنّى المطرب الشعبي الشيخ عبد الرحمان القبي يوم تكريمه، سهرة أول أمس بالجزائر العاصمة، طرباً وفرحا بالعرفان الذي حظي به من قبل وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، وغنّى له ثلة من المطربين في حفل شعبي مميَّز، عرف حضور وجوه فنية كبيرة وتواجداً جماهيريا كثيفا من محبي أغنية الشعبي، وهو التكريم الذي يندرج ضمن سلسلة التكريمات التي يشرف عليها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. سلّمت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي درع التكريم لعبد الرحمان القبي، الذي يُعد واحداً من أعمدة الأغنية الشعبية بمؤازرة حميمية قام بها مجموعة من الفنانين والأصدقاء، وبالأخص عائلتَه الكبيرة، وهو المتعافى من محنة صحية مرت عليه بسلام. واستهل الحفل بعرض شريط مصوَّر، يروي فيه عبد الرحمان القبي مسيرته الفنية التي بدأها سنة 1965 على يد عبد الكريم دالي في الأغنية الأندلسية، بعد أن تم رفض دخوله المدرسة العنقاوية في نوع الشعبي مرتين، ثم عُيّن أستاذاً للموسيقى الكلاسيكية والأندلسية بالمعهد الموسيقي للجزائر العاصمة، وهو لم يزل يتلقى دروس مبادئ الموسيقى. يقول القبي إن عزيمته لم تثبط أبدا لأجل تعلُّم الطابع الشعبي، الذي اختاره طريقا لمشواره الفني، وبقي ينهل من نصائح وتشجيع أخواله خاصة خاله قدور لهبيري، حتى أضحى في نهاية الستينيات اسماً كثير التداول في سماء الأغنية الشعبية، وبلغت شهرته كل القطر الوطني. وبمناسبة تكريمه أصدر الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، علبةً تحمل خمسة أقراص تضم أغانيَ شعبية من أداء عبد الرحمان القبي، مستخرجة من الرصيد الموسيقي الشعبي، وكرّم عبرها بعض الأسماء الكبيرة في الشعر الشعبي، على غرار لخضر بن خلوف والشيخ المغراوي. حفل التكريم باشره المطرب ديدين كاروم، الذي أدى أغنية “لوما الشوق” لصاحبها عبد الرحمان القبي، التي ألّفها له الفقيد محبوب باتي، ثم صعد بعده المطرب ناصر مقداد في أداء أغنية شهيرة للمكرَّم عنوانها “حبيبة”، ثم صدحت سيدة الطرب العاصمي نادية بن يوسف، بأغنيتين للراحلة فضيلة الدزيرية “السماح يا عين” و«أنا طويري”، وختمت وصلتها بأغنية للراحل الهاشمي ڤراوي، “توحشت البهجة”، التي تجاوب معها الجمهور كثيرا. وأدى صاحب الصوت الرخيم توفيق عون أغنية “الوقت صعيب” للقبي أداءً متفردا، أثار بها موجات من التصفيقات لحسن أدائه المحترف. وختم الحفلَ الموسيقي المطربُ مهدي طماش بأغنية لعميد الأغنية الشعبية محمد العنقة، عنوانها “وين سعدي؟”. وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي صرحت عقب نهاية الحفل للصحافة، بأن تكريم القبي يندرج ضمن سلسلة تكريمات الفنانين الأحياء التي تقوم بها وزارة الثقافة، وأضافت أن للفنان الحظ في أن يتزامن عرس تكريمه مع عرس الجزائر في ذكرى استقلالها الواحد والخمسين. وأشارت الوزيرة إلى ضرورة أن يحذو الشباب حذو الكبار في أخذ النصيحة منهم، ووضع تطوير الأغنية الجزائرية صوب أعينهم هدفاً أسمى يميّز رسالتهم الفنية، وهي الرؤية التي يتقاطع معها صاحب رائعة “حبيبة”، إذ دعا المطربين الشباب إلى عدم الدخول في صراعات سببها الغيرة، والعمل في كنف التعاون والأخوّة.