أثارت قضية الاحترازات التي تقدمت بها الاتحادية المالية لكرة القدم للفيفا، الكثير من التعليقات، خاصة فيما يخص مصير المنتخب الوطني الجزائري، الذي تأهل إلى مباراة السد من تصفيات كأس العالم 2014، فتَقدُّم مالي بالاحترازات بشأن حارس مرمى منتخب البنين فابيان فارنول والمدافع أرسن مينيسو، جعل البعض يؤكدون بأن المنتخب المالي سيفوز بنقاط المباراة وسيرفع رصيده إلى 11 نقطة، مما سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر فيما يتعلق بمرور الخضر إلى الدور المقبل، لأنه في هذه الحالة لا بد على الفريق الوطني أن يفوز بالمباراة التي ستجمعه بالماليين شهر سبتمبر القادم أو تحقيق التعادل، إذ إن الفارق بين المنتخبين سيصبح نقطة واحدة، وهذا ما سيُخلط أوراق المدرب حليلوزيتش. غير أن الأمور لن تسير مثلما تريده الاتحادية المالية، التي وإن كانت على حق في احترازاتها، معتمدة على المادة الخامسة من قوانين الفيفا، التي تؤكد بأنه لا يمكن لأي لاعب أُشرك في مسابقات دولية أن يُقحم في المنتخب في منافسة دولية أخرى، فالحارس فارنول من أصول مرتينيكية وسبق له أن لعب في منافسة دولية مع هذا البلد، ونفس الأمر يتعلق باللاعب منيسيو من كوت ديفوار، إلا أنه وحتى إن كانت الاتحادية المالية محقة، غير أن تقديم الاحترازات لم يتم في الوقت المحدد قانونا، أي 48 ساعة عقب المباراة التي لُعبت بين البنين ومالي، فمحافظ اللقاء لم يدوّن أي شيء على ورقة اللقاء، وبالتالي فإن الفاف مرتاحة؛ لأنه لا بد من تطبيق القانون بحذافيره، وبالتالي تعتبر الهيئة الجزائرية بأن هذا سيكون كافيا في هذه القضية. الاتحادية الدولية لكرة القدم لم تشر بعد إلى تلقّيها ملف هذه القضية، ومن الممكن جدا أن تُجري تحقيقا الشهر القادم، فيما يتعلق بإشراك الحارس فابيان والمدافع منيسيو في هذه المباراة بطريقة غير شرعية، وإن أصدرت عقوبات فإنها ستكون في حق الاتحادية البينينية لكرة القدم واللاعبين المذكورين، دون أن يكون هناك أي تغيير فيما يخص نتيجة المباراة، هذا يعني بأن المنتخب المالي، الذي يريد أن يعتمد على الاحترازات من أجل التأهل إلى المونديال، لن ينال أي شيء، وسيلعب في الجزائر شهر سبتمبر القادم، وهو في رصيده 8 نقاط فقط ومقصىً من السباق إلى المونديال، فالمنتخب الجزائري سيلعب براحة أكبر في هذه المواجهة، وليس هناك أي خوف على الجزائر في هذه القضية.