علم "موقع الهداف" من مصادر موثوقة ولا يرقى إليها الشك أن الاتحادية المالية لكرة القدم -والتي لم تفقد الأمل في تأهل منتخب بلادها إلى المونديال رغم أنه أقصي حسابيا- لجأت إلى لعبة جديدة لإعادة منتخبها إلى السباق، بعد تقدمها باحترازات بخصوص مشاركة لاعبين من البينين ورواندا في المباراتين اللتين جمعتا زملاء سايدو كايتا بهذين المنتخبين خلال تصفيات مونديال2014، وهي لعبة قد تخلط أوراق منتخبنا الجزائري المنتشي بتأهله المبكر إلى الدور الأخير من التصفيات المونديالية، لا سيما إن كان للماليين حق وأنصفهم فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". الاتحادية المالية احترزت سرا يوم الجمعة على مستوى الفيفا وتفيد مصادرنا الموثوقة أن الاتحادية المالية لم تثر أي ضجة بخصوص هذا الموضوع، وتكتمت عليه طيلة الفترة التي تلت إقصاء منتخبها رسميا من تصفيات كأس العالم 2014، وأودعت ملف احترازها على الحارس البينيني ولاعب رواندي سرا على مستوى "الفيفا"، طمعا في أن تسترجع النقاط التي ضاعت منها مثلما حدث مع بعض المنتخبات التي كانت مقصاة من التصفيات وتقدمت باحترازات ضد منافسيها، وكسبت قضاياها في نهاية المطاف وعادت للسباق من جديد، وتضيف ذات المصادر أن الماليين وخوفا من نفوذ روراوة وقوته على مستوى "الفيفا" و"الكاف" فضلوا التكتم على القضية واحترزوا سرا على اللاعبين البينينيين والروانديين. حجتها أن تجنيس حارس البينين ولاعب رواندا لم يمر عبر الفيفا حجة الماليين في احترازاتهم هذه هي أن اللاعبين الذين تم الاحتراز على مشاركتهم أمام منتخب بلادهم لم يكونوا مؤهلين أصلا للمشاركة في المباراتين من طرف "الفيفا"، وحسب روايتهم في احترازاتهم هذه فإن مباراة الذهاب التي جمعت منتخب مالي بمنتخب البينين في "كوتونو" وانتهت بخسارة مالي بهدف دون رد، عرفت مشاركة الحارس البينيني فابيان فارنول دون أن يكون مؤهلا للمشاركة فيها، بما أن تجنيسه ومنحه الجنسية البينينية -رغم أنه "مارتينيكي" الأصول- تم دون المرور على هيئة سيب بلاتير، ونفس الشيء بالنسبة لأحد لاعبي رواندا الذي لم نتمكن من جلب اسمه، حيث احترز الماليون على مشاركته في لقاء العودة ب باماكو والذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة، لذات السبب، بما أنه غابوني الأصول وجنس وصار روانديا دون أن يؤهل على مستوى "الفيفا" للعب لمنتخب رواندا. صحة الاحترازات قد توصلها إلى النقطة 13 وفي حال ما كان للاتحادية المالية حق في احترازاتها هذه، وفي حال قبولها شكلا ومضمونا وإقرار "الفيفا" بأنها احترازات مؤسسة، فإن ذلك سيعطي منتخب مالي الحق في كسب 5 نقاط إضافية، ثلاث نقاط تتعلق بمباراة الذهاب التي خسرتها في "كوتونو" ونقطتين بتلك التي انتهت بالتعادل بينها وبين رواندا، وهو ما يوصلها إلى النقطة 13، ما يعني تصدرها للمجموعة التي يتصدرها حتى الآن كرويا وعن جدارة واستحقاق منتخبنا الوطني برصيد 12 نقطة، وتجدر الإشارة إلى أن قوانين "الفيفا" تنص في مادتها 55 في حال إشراك لاعب غير مؤهل في مباراة ما بخسارة فريقه على البساط بثلاثية نظيفة مع دفع غرامة مالية. أموروس متهم بتسريب خبر حارس البينين ل الماليين وتفيد آخر الأخبار التي بحوزتنا أن المدرب السابق لمنتخب البينين أموروس هو من سرب المعلومة ل الماليين بحكم معرفته للحارس فابيان فارنول، والذي سبق له وأن واجه الجزائر بملعب "مصطفى تشاكر" ذهابا قبل أن يطرد مع اقتراب المباراة من نهايتها، حيث منح الاتحادية المالية "الخيط" -كما يقال- وطالبهم بالاحتراز على حارس منتخبه السابق ربما انتقاما من مسؤولي منتخب البينين أو شيء من هذا القبيل، فما كان عليهم إلا أن أعدوا ملفا ثقيلا عن مشاركة هذا الحارس أمام منتخبهم وقدموا احترازاتهم على مستوى "الفيفا". الفيفا ستدرس الاحترازات وتفصل فيها قبيل مواعيد سبتمبر وسيكون على "الفيفا" المنشغلة حاليا بالاحتجاجات التي أثرت على كأس القارات في البرازيل أن تدرس هذا الملف الجديد الذي وضع على طاولتها والفصل فيه، وأغلب الظن أنها ستحسم فيه في أسرع وقت ممكن حتى توضح الرؤية ل مالي ول الجزائر أيضا، لا سيما وأن التأهل كرويا كان قد حسم لصالح الجزائر في هذه المجموعة وبفارق أربع نقاط حتى الآن، ومن دون الحاجة لنقاط المباراة الأخيرة أمام مالي ب الجزائر في السادس من شهر سبتمبر المقبل. إفريقيا تبقى إفريقيا وفي 2013 لا زلنا نشهد التزوير والاحترازات وتبقى إفريقيا هي إفريقيا، تلك القارة التي تمثل بلدان العالم الثالث ما عدا جنوب إفريقيا لأننا وفي عهد رقي وتطور كرة القدم عالميا، وعوض أن نتعلم من جيراننا في القارة العجوز لا زلنا نسمع بقضايا تزوير السن والوثائق وقضايا الاحترازات هذه التي تبقى من اختصاص الأفارقة بامتياز، وإلا فما الذي يدفع البينين لإشراك حارس منحت له الجنسية البينينية دون أن يودع ملفه على مستوى "الفيفا" كي يؤهل ( إن صح ذلك طبعا)، وآخر تمنح له الجنسية الرواندية وهو غابوني الأصول ومن دون أن يعبر ملفه عبر هيئة بلاتير، في وقت خطت الجزائر كل الخطوات القانونية من أجل تجنيس لاعبيها ممن كانوا يحملون الجنسية الفرنسية وفقط، وكثيرون من أهلتهم هيئة كرتنا وجعلتهم يلتحقون بالمنتخب الجزائري بطريقة شرعية وقانونية. مباراة مالي قد تتحول لمباراة مصيرية وإن كانت "الفيفا" لم تبد أي رد فعل حتى الآن حول هذه القضية بسبب انشغالها بكأس القارات التي سيسدل عليها الستار سهرة اليوم بإجراء المباراة النهائية بين البرازيل وإسبانيا، إلا أننا مطالبون بالتريث وانتظار ما إذا كانت هذه الاحترازات ستقبل من طرف هيئة بلاتير أو العكس وهو ما نتمناه، فإن الجزائر تبقى متأهلة للدور المقبل دون حاجتها لنقاط اللقاء الأخير أمام مالي، وإن حدث كان ردها إيجابيا على هذه الاحترازات فإن اللقاء الأخير بتاريخ السادس من سبتمبر لن يصبح شكليا، بل سيكون لقاء حاسما لمنتخبنا الذي عليه يومها أن يفوز كي يرسم صعوده للدور المقبل...قضية للمتابعة.