عاشت مدينة عنابة، نهاية الأسبوع، أجواء فنية استثنائية بفضل عرض كوريغرافي لفرقة «الرمال» أقيم بالمسرح الجهوي «عز الدين مجوبي». كما تمتّع جمهورها خلال احتفالية خاصة بموسم الاصطياف، بسهرة مميَّزة قدّمها الفنان زينو المعروف في الطابع السطايفي، وذلك بمسرح الهواء الطلق. قدّمت فرقة «الرمال» للرقص الكوريغرافي لوحات متنوعة تدل على السلام ومحاربة العنصرية والحب والتآخي بين سكان العالم. وقد شارك في هذا الحفل مجموعة من تلاميذ المدارس، شاركوا عناصر الفرقة الرقص. وحضر التظاهرةَ الثقافيةَ وجوهٌ فنية معروفة، منهم الفنان صاحب الكمنجة البيضاء حمدي بناني وشيخ المالوف ذيب العياشي، اللذان تمتّعا بالألوان الغنائية والرقصات الخفيفة المقدَّمة خلال الحفل. وحسب الفنان بناني، فإن هذه الفرق الفنية العصرية من شأنها إعطاء إضافة للثقافة الجوارية، والحرص على التنويع والمساهمة في تعريف الأجيال القادمة بأهمية الغناء والرقص على حد سواء؛ لأن هذه الأخيرة تُعتبر ثقافة في حد ذاتها. وبفضاء مسرح الهواء الطلق بعنابة، رقصت العائلات العنابية على وقع الأنغام والعيطات القوية للفنان زينو، الذي ردّد عدة فواصل غنائية خاصة بالأعراس وحفلات الختان، منها «جابو العروسة» و» ديرو الحنة»، تجاوب الجمهور كثيرا معها، وتعالت نشوة البهجة وصفّقت العائلات بحرارة لأغنية «الجزائر بلادي مومو عينيَّ»، التي أراد الفنان أن يهديها لكل الشعب الجزائري في إطار الاحتفالات بخمسينية الاستقلال وعيد الشباب. واستمر الحفل إلى غاية منتصف الليل بعد أن تواصلت الأفراح مع فرقة «ميلودايز» التي صنعت فرحة الحضور؛ من خلال تقديمها وصلات موسيقية غربية عصرية نالت إعجاب الحاضرين. وقد تقاسمت الحفلَ فرقة رايوية أخرى من مدينة سكيكدة، كان لها الفضل في صنع الليالي الملاح لبونة الأنيقة، التي تحتفل بموسم الاصطياف في طبعة أخرى، بعد توافد المغتربين والسيّاح الأجانب، والذين استحسنوا مثل هذه التظاهرات الثقافية، التي تشكل فرصة للتعرف على الموروث الثقافي الغنائي خاصة منه القديم، والذي أصبح أغلب الفنانين الشباب يعيدونه خلال الحفلات.