قدّم الوزير الأسبق للعمل، محمد العيشوبي، أرقاما تعكس العلاقات الجزائرية الإسبانية في الميدانين الاقتصادي والتجاري، مذكرا بأن هذه العلاقات لم ترق كما يجب من الناحية العلمية والإنسانية. وشارك الوزير الأسبق محمد العيشوبي، رفقة الأستاذ يوسف سايح والأستاذ الإسباني رافايال بوستوس، في تنشيط الندوة التي نظمها المركز الثقافي الإسباني”سرفنتس” بعنوان :«50سنة من العلاقات الجزائرية -الإسبانية، حوصلة وآفاق”، وهذا بمناسبة احتفال الجزائر بخمسينية استقلالها وسرفنتس بعشرينية تأسيسها على الأرض المحروسة. وفي هذا السياق، قال العيشوبي إن العلاقات الجزائرية الإسبانية تدخل في سياق العلاقات بين ضفتي المتوسط، والتي شهدت حراكا في القرون الغابرة خاصة من الناحية العلمية الفكرية، مضيفا أنه في العصر الحالي، أخذ القطاع الطاقوي مكانة كبيرة في خضم هذه العلاقات، وبالضبط فيما يخص الغاز الجزائري الذي ينتقل من الجزائر إلى إسبانيا عبر شركة “غازودوك”، علاوة على إبرام العديد من الاتفاقيات مثل اتفاقية حسن الجوار سنة 2002 التي تصبو لتوسيع الشراكة الثنائية، وكذا عشر اتفاقيات حول الثقافة، السياحة، الصناعة، النقل، الطاقة والحماية المدنية سنة 2013. وأضاف المتحدث، أن الجزائروإسبانيا مرتبطتان باتفاقية التعاون في مجال العلاقات بين البرلمان، أما عن التبادلات التجارية، فقد عرفت تطورا ملحوظا من 2.677مليار دولار أمريكي سنة 2001 إلى 8.318سنة 2012، كما تغطي الجزائر 42 بالمائة من حاجات إسبانيا للغاز. أمّا عن صادرات الجزائرلإسبانيا، فتقتصر حسب المتحدث في الغاز الطبيعي والغاز السائل والمواد الكيميائية ذات الأصل البترولي ومواد الصيد، وبعض المواد الأولية مثل الجلد، أما الواردات فتمس المنتوجات الزراعية والغذائية والمواد الصيدلية والمواد الصناعية وغيرها. وأشار المتحدث، إلى أن منتدى حول الشراكة الاقتصادية بين البلدين احتضن 400شركة سنة 2012 بمدريد، وخرج بخمس عشرة اتفاقية حول الصناعة والميكانيك، أما المنتدى الثاني الذي نُظّم بالجزائر، فانبثقت عنه خمس اتفاقيات حول الهندسة والميكانيك والكيمياء، مشيرا إلى أنه حسب إحصائيات إسبانية، فإن إجمالي الاستثمارات المحققة في الجزائر من طرف شركات إسبانية يقدر ب258 مليون أورو.كما أشار المتحدث، إلى وجود أكثر من 400 شركة إسبانية تعمل في الجزائر، لتصبح إسبانيا سنة 2012 الممون الرابع للجزائر ب4.09 مليار دولار أمريكي من الواردات، وزبونها الثالث ب7.57 مليار دولار أمريكي من الصادرات. بالمقابل، اعتبر العيشوبي أن هناك عدم استقرار في العلاقات الجزائرية الإسبانية في ميدان الموارد البشرية والثقافة، مضيفا أن سبب ضعف دينامكية اللغة الإسبانية في الجزائر، تاريخي محض، عكس اللغة الفرنسية التي فرضت نفسها بعد الاحتلال الفرنسي لمدة 132سنة، إضافة إلى قلّة المهاجرين الجزائريين إلى إسبانيا، وكذا اهتمام الدولتين في منتصف القرن الماضي بقضاياهما الداخلية، إسبانيا بمسألة الحرب الأهلية والجزائر في إطار حربها ضد المحتل ومن ثم استقلالها. وطالب المتحدث، بضرورة وجود تقارب جزائري -إسباني في شتى المجالات وعدم اقتصارها على الجانب التجاري المالي المحض، وكذا التعاون أمام القضايا العالمية التي أحدثت تخلخلا في التوازن الدولي؛ مثل الإرهاب والهجرة غير شرعية والأمن الغذائي والصحة العامة، مما سيزيد من توطد العلاقات بين الدولتين، إضافة إلى التأكيد على التعاون العالمي الجامعي، ولم لا إنشاء جامعات مشتركة جزائرية إسبانية، ليختتم قوله بأن العلاقات الجزائرية -الإسبانية في تحسن مستمر. من جهته، قال الأستاذ الجامعي رافايال بوستوس، إن العلاقات بين الجزائروإسبانيا تتوطد وتتميز بالتنوع، رغم أنّه في الجامعة التي يدرس بها الكثير من الطلبة لم يستطيعوا الإجابة عن السؤال التالي “ما هي أقرب عاصمة لبرشلونة؟” مع أن الإجابة هي الجزائر. واعتبر المتحدث أن العلاقات بين البلدين لا تحافظ على استمراريتها وتتميز بالتقطع، ليقدم إحصائيات عن العلاقات بين البلدين في الإطار الاقتصادي والتجاري والاستثماري، حتى تلك التي تتعلق بعدد التأشيرات الممنوحة.