كشف وزير العدل حافظ الأختام، السيد محمد شرفي، عن استفادة حوالي 5 آلاف سجين من إجراءات العفو الرئاسي، بمناسبة الذكري المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب المصادف للخامس جويلية، مضيفا أن كل الناجحين في شهادتي الباكالوريا وشهادة التعليم الابتدائي من نزلاء المؤسسات العقابية، ستمسهم هذه الإجراءات باستثناء من ارتكبوا بعض الجرائم التي حددها مرسوم العفو، لاسيما تلك المتعلقة بالإرهاب والفساد والمخدرات. وأفاد الوزير في هذا السياق، أن زهاء 14 ألف مسجون استفادوا من العفو خلال السنة الماضية، 800 منهم عادوا إلى السجن بعد ارتكابهم جرائم مجددا. وأوضح شرفي في تصريح أدلى به على هامش إشرافه أمس على حفل تكريم المساجين الفائزين في امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2013، بمؤسسة إعادة الإدماج بالحراش، أن الفضل في النتائج الإيجابية التي يحققها في كل سنة نزلاء المؤسسات العقابية في مختلف أطوار التعليم لاسيما البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، يرجع إلى رئيس الجمهورية، لأنه بادر وقرر في سنة 2006 إصدار قرار عفو لصالح العلم ولكل تحصيل علمي، يختلف عن العفو العادي، مشيرا إلى أن هذا النجاح الذي نحتفل به اليوم، هو كذلك نتيجة الالتزام والإرادة اللتين أبداهما العديد من المحبوسين من أجل بناء مستقبل أفضل لهم من جهة، وإرادة الدولة العودة بهؤلاء بعد قضاء فترة عقوبتهم إلى الحياة الاجتماعية والمهنية العادية. وأفاد وزير العدل حافظ الأختام بالمناسبة، أن مشروعا جديدا يوجد على مستوى الحكومة، يعتبر لبنة جديدة لتحقيق الإصلاح الشامل في القطاع، والتي وافقت عليه مؤخرا في انتظار المصادقة عليه بصيغته النهائية، يهدف إلى أن يحتفظ للسجين بمواطنته. وقال شرفي إن هذا المشروع نال إعجابا دوليا، حيث أبدت ممثلة منظمة الأممالمتحدة للتنمية التي حضرت حفل التكريم، رغبتها في أن تستلهم مما جاء فيه دول أخرى، واصفة أياه بالمشروع الطلائعي. وقد قام وزير العدل خلال الحفل الذي احتضنته كالعادة مؤسسة إعادة الإدماج بالحراش، بتكريم الفائزين الأوائل الذين تحصلوا على أعلى المعدلات في امتحانات شهادتي الباكالوريا والتعليم المتوسط، والذي بلغ عددهم 33 ناجحا من بين 78 ممتحنا بالمؤسسة، أي بنسبة 42.30 بالمائة بالنسبة للشهادة الأولى و142 ناجحا بالنسبة لامتحان "التعليم المتوسط". وقد بلغ أحسن معدل متحصل عليه في الشهادتين، 12.21 بالنسبة للأولى و13.30 بالنسبة للثانية. فيما تحصلت على الرتبة الأولى على المستوى الوطني المؤسسة العقابية بابار بخنشلة بالنسبة ل«للبكالوريا" بمعدل 16.02 ومؤسسة خنشلة بالنسبة ل«التعليم المتوسط" بمعدل 16.30، أما عدد الناجحين في الشهادتين على المستوى الوطني فقد بلغ على التوالي 724 و1990. وقبل تسليم شهادات وهدايا شرفية وتشجيعية للنزلاء الناجحين، قام وزير العدل رفقة وزيرة التضامن، السيدة سعاد بن جاب الله ورئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الانسان، السيد فاروق قسنطيني، بزيارة عرض خاص ببعض منتجات النزلاء من أشغال يدوية وتحف حرفية، فضلا عن بعض الاطلاع عن بعض المذكرات التي ناقشها نزلاء لنيل الماجيستر تناولت مواضيع عدة، لاسيما تلك المتعلقة بالشباب من بينها مذكرة تحت عنوان: "أثر البرامج التأهيلية في الحد من ظاهرة العود" وأخرى بعنوان: "الإدماج الاجتماعي في الوسط العقابي –منظور الخدمة الاجتماعية". ولم يفوت وزير العدل حافظ الأختام، الفرصة للدردشة مع النزلاء الناجحين، حيث أكد لهم أن العزيمة وحدها هي التي تؤدي إلى النجاح، وأن الدولة حاضرة لتوفير المزيد من الإمكانيات لضمان إدماج سليم وناجح للمحبوسين بعد انقضاء مدة عقوبتهم. كما تناول أطراف الحديث مع بعض أقارب النزلاء وعائلاتهم هنأهم بالمناسبة على نجاح أبنائهم. من جهته، وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد مدير إدارة السجون، السيد مختار فليون، أن الإصلاحات التي باشرتها الدولة في قطاع العدالة، أعطت ثمارها، والدليل هو ارتفاع نسبة النجاح في كل سنة. مشيرا إلى أن عدد المسجلين الجدد من النزلاء في مختلف أطوار التعليم، بلغ 24 ألف مسجل جديد، بينما تم تسجيل 35607 مسجلين جديد في مختلف تخصصات التكوين المهني هذا العام.