كثفت مؤسسة جمع النفايات المنزلية ‘'ناتكوم'' عملها للتحكم في كمية النفايات التي تتضاعف خلال شهر رمضان، حيث دعمت وسائل العمل المادية والبشرية من أجل جمع الكميات الكبيرة من القمامة التي تصل، حسب ما أكده المدير العام للمؤسسة السيد أحمد بلعالية ل"المساء"، إلى ثلاثة آلاف طن يوميا مقابل 1700 طن في الأيام العادية. وفي هذا الصدد، أوضح السيد بلعالية في لقاء خص به «المساء»، أن المؤسسة أخذت احتياطاتها للتمكن من رفع كميات كبيرة من النفايات التي يزداد حجمها خلال الشهر الفضيل، حيث دعمت الوسائل المادية والبشرية وعملت على الحد من عطل العمال والإطارات، إذ حرم أغلبيتهم من الاستفادة من العطلة، كما وضعت حوالي 400 شاحنة في حالة تأهب قصوى لجمع القمامة على مستوى 28 بلدية. وحسب المسؤول الأول على مؤسسة «ناتكوم»، فإن المشكل لا يكمن في كمية النفايات التي تتضاعف «لأن المؤسسة تأخذ احتياطاتها تحسبا لهذا الشهر الفضيل»، لكن المشكل يكمن في عدم احترام المواطنين لأوقات رميها وإخراجها، وهو أكبر تحد تواجهه المؤسسة التي تعرف ضغطا كبيرا وتعمل دون توقف، مما يؤثر على العمال وعلى الشاحنات التي تصاب بأعطاب لكثرة تنقلاتها. وفي هذا الصدد، ذكر مصدرنا أن المواطن خلال شهر رمضان يخرج النفايات في كل وقت وفي كل ساعة، مما يؤدي إلى تأخير عملية الجمع إلى العاشرة والنصف ليلا، وإعادة العملية مرتين أو ثلاث مرات لتخليص المواطنين من القمامة، لكن عند انتهاء الشاحنة من الجمع وفي ساعات متأخرة من الليل، يعود الوضع إلى حاله، فضلا عن إخراجها في كل وقت أثناء النهار، حيث تواجه مؤسسة النظافة حسب مسؤولها- مشكل المحافظة على نظافة المحيط بسبب غياب الحس المدني لدى المواطنين وإقدامهم على الرمي في كل ساعة، دون أدنى احترام لمواقيت الجمع· ولم يخف مدير «ناتكوم» أن مصالحه تواجه صعوبات بالغة في الحفاظ على نظافة العاصمة، «كون المواطنين لا يقدّرون العمل الذي يقوم به أعوان النظافة، خاصة في بعض البلديات التي تحتوي على أسواق جوارية منظمة وفوضوية، على غرار باب الوادي، حيث تقوم الشاحنة الواحدة برفع النفايات خلال ثلاث دورات بدل دورة واحدة، غير أن عدم اكتراث المواطنين وتقديرهم لهذه المجهودات صعّب المهمة. وأعطى محدثنا مثالا ببلدية باب الزوار التي تعد أقل نظافة، والتي أصبحت سوقا فوضوية مفتوحة طوال اليوم والسنة، مثلما ذكر المتحدث، مشيرا إلى وجود أسواق فوضوية في كل أحياء هذه البلدية التي لا يكلف تجارها نفسهم عناء رفع القمامة بعد انتهاء نشاطهم، كما تتحول باب الزوار يومي الثلاثاء والسبت إلى سوق كبيرة، إذ يرمي آلاف التجار بقايا سلعهم بطريقة فوضوية ويغادرون المكان، فضلا عن ضيق المكان والتهافت الكبير على السلع، كما يواجه عمال «ناتكوم» مشكلا كبيرا في بلدية جسر قسنطينة، نظرا لشساعة مساحتها، فضلا عن بلدية المدنية بسبب ضيق الأسواق، بئر مراد رايس، المقرية وحسين داي. ومن الصعوبات التي تحول دون تحقيق النظافة في أغلبية البلديات، مشكل ركن السيارات الذي يحول دون دخول شاحنات «ناتكوم» إلى الأحياء، مثلما هو الأمر ببلدية الجزائر الوسطى التي تتم فيها عملية جمع النفايات ثلاث إلى أربع مرات خلال ليلة واحدة، لكن بصعوبة - حسب المسؤول الأول عن «ناتكوم»- الذي ذكر أن العاصمة تواجه مشكل نقص المفرغات العمومية، إذ تعد مفرغة أولاد فايت الوحيدة، بعد غلق مفرغة وادي السمار، مما جعلها تسجل ضغطا كبيرا جدا، حيث تستقبل أكثر من ألف شاحنة في اليوم، مما يؤخر عودتها وتضييع الكثير من الوقت في الطابور الطويل الذي يتشكل بمدخل مركز الردم الذي تضرر بصفة كبيرة وأصبح يشكل عائقا. ويرى المتحدث أن الوصول إلى عاصمة نظيفة يتطلب وضع سياسة كاملة، يلعب فيها كل واحد دوره في هذا المجال، فهي مسؤولية جماعية يساهم فيها مختلف الأطراف، انطلاقا من البيت، ثم المؤسسة و الحي، إذ لا يتعلق الأمر فقط بشاحنة جمع القمامة، وإنما بمركز الردم، استرجاع النفايات وإعطائها قيمة وإدخالها في الاقتصاد، التفكير في أماكن الرمي، التخلص منها ومعرفة نوعية النفايات. وبخصوص وسائل العمل، فإن أعوان النظافة يستفيدون من الأحذية، البدل والقفازات، لكن أغلبية العمال لا يلتزمون بوضع القفازات، حيث يتم تحسيسهم بأهمية ذلك لوقايتهم من حوادث العمل، كما يجري التفكير في تجديد ميثاق الألبسة الخاصة بعمال النظافة وإمكانية إدراج القناع ضمن وسائل العمل، لحماية العمال من بعض الأمراض التنفسية التي تصيبهم أثناء أداء عملهم.