تواجه العديد من بلديات العاصمة أزمة في جمع النفايات المنزلية، بعد ما بلغت مراكز الردم التقني درجة كبيرة من التشبع، وشروع المصالح الوصية في الغلق التدرجي لعدد كبير منها، وهو الأمر الذي أوقع مؤسسة النظافة لولاية الجزائر ”ناتكوم” في ورطة، وتضاعف مشكل جمع النفايات المنزلية بالنسبة للبلديات شبه الحضرية. تسبب الغلق الكلي لمفرغة السمار، وكذا الغلق التدريجي لمفرغة مركز الردم التقني بأولاد فايت، في أزمة حقيقة من حيث الجمع والتخلص من النفايات المنزلية على مستوى بلديات ولاية الجزائر، تضاعف مع التأخر الكبير في فتح المفرغات العمومية الجديدة بكل من بومرداس والبليدة، والتي كانت تعلق عليها المصالح الولائية، وعلى رأسها مديرية البيئة ومؤسسة ”ناتكوم” آمالا كبيرة في التخلص من تراكم النفايات المنزلية بأحياء ولاية الجزائر، حيث أصبحت النفايات المنزلية تشكل ديكورا يوميا بالطرقات وأسفل العمارات، بعد ما خفضت المؤسسة الولائية ”ناتكوم” من دوراتها الخاصة بجمع النفايات، بسبب تخفيض نسبة استقبال النفايات بمراكز الردم التقني، وعلى رأسها مفرغة وادي السمار التي شرع في غلقها التدريجي منذ سنة، بعد أن بلغت أشغال التهيئة بها درجة كبيرة لتحويلها إلى حديقة عمومية، تحت إشراف مكاتب دراسات متخصصة، وكذا بالنسبة لمركز الردم التقني لأولاد فايت الذي بلغ درجة كبيرة من التشبع، على الرغم من إعادة فتح المربع الرابع لاحتواء مشكل التشبع بشكل ظرفي. وأضافت مصادر مطلعة من ولاية الجزائر، أن هذه الأخيرة برمجت مشاريع لإنجاز مفرغات عمومية جدية تستقبل نفايات ولاية الجزائر، الأولى تتواجد بمنطقة ”بن بختة” ببلدية قورصو، بولاية بومرداس، برمجت لتستقبل نفايات البلديات الشرقية للعاصمة، والثانية بمنطقة ”حميسي” بمقطع خيرة، بولاية البليدة، أنجزت لاستقبال النفايات التي يتم جمعها بالبلديات الغربية لولاية الجزائر، إلا أن الأشغال الخاصة بها تأخرت نوعا ما، وهذا ما تسبب في أزمة ظرفية في جمع ونقل النفايات المنزلية. وفي هذا السياق، أوضح مصدر مطلع من مركز الردم التقني بأولاد فايت، أن عملية الغلق التدرجي للمفرغة، تحضيرا للغلق النهائي خلال الأيام القليلة القادمة، تسبب في أزمة جمع النفايات المنزلية، حيث كان المركز يستقبل أزيد من 2300 طن يوميا، إلا أن عدد الشاحنات التي أصبحت تدخل يوميا إلى المركز بلغت 650 شاحنة في اليوم، وهو الأمر الذي قلص من درجة استقبال مركز الردم التقني للنفايات المنزلية لأغلب بلديات العاصمة، سوء تعلق الأمر بالبلديات الحضرية التي تغطيها خدمات مؤسسة ”ناتكوم”، أو البلديات شبه الحضرية التي باتت أكثر عرضة لمشكل النفايات المنزلية، كما أن مفرغة سطاوالي أصبحت غير كافية لاستيعاب هذا الكم الهائل من النفايات، إذ لا تتعدى قدرة استيعابها 250 طنا يوميا، وكذا الغلق الكلي لمفرغة وادي السمار التي يسير المشروع الخاص بتحويلها إلى حديقة عمومية بخطوة جد متسارعة، بعد أن زالت الروائح الكريهة منها. من جهته، أكد مدير مؤسسة النظافة لولاية الجزائر ”ناتكوم” أحمد بلعاليا، في حديثه ل«المساء”؛ ”أن درجة التشبع الذي بلغه مركز الردم التقني لأولاد فايت أنقص من درجة استقبال النفايات المنزلية، متسببا في أزمة لجمع النفايات المنزلية، بعد تخفيض عدد الشاحنات التي كانت تدخل يوميا إلى المفرغة العمومية لأولاد فايت، كما تم تخفيض عدد الدورات التي تقوم بها فرق النظافة التابعة للمؤسسة في اليوم، بعد أن كانت تتم بمعدل 4 دورات يوميا.