دخلت المعهد العالي للموسيقى في الثانية عشرة سنة من عمرها، لتجد نفسها ضمن فرقة “الفخارجية” وسط أساتذة كبار لقنوها أصول الفن الأصيل، منهم الأستاذ نور الدين ساعودي والأستاذ أرزقي حربيت، إلاّ أنّها فضلت العمل في المجال التقني كملتقطة صوت بالإذاعة الوطنية (الأوديتوريوم)، حيث عملت مع كبار رؤساء جوق الإذاعة، منهم معطي بشير ومحمّد ايصولاح، وبالموازاة، كانت تدرّس كيفية التقاط الصوت بمعهد أولاد فايت وتساهم بقلمها في الصحف، هذا القلم الذي لم يكتف بالمقالات، بل انطلق في الكتابة المسرحية.. عن تجربتها في مجال المسرح، عملها كمخرجة بالإذاعة الوطنية، أعمالها المنتجة وجديدها لرمضان، حدثتنا صبرينة صوفطى... “المساء”: نرى أنّك اقتحمت ميادين عدة، ليستقر بك المطاف بالمسرح الإذاعي، وهي المحطة التي تقفين فيها بخطى واثقة، حدثينا عن بدايتك مع المسرح الإذاعي، وعن أهم إنتاج لك ككاتبة ومخرجة مسرحية شابة؟ المخرجة صبرينة صوفطى: بالفعل، أحببت الموسيقى وتعلمتها منذ نعومة أظافري، وولعت بالمجال التقني فعملت في مجال الصوت، وعشقت الكتابة فخضت تجارب عدة، بداية من الكتابة في الصحف، إلى جانب كتابة كلمات الأغاني، إذ منذ 03 سنوات، ألفت أغنية للبيئة، إلى الكتابة للمسرح، وأول مسرحية إذاعية رأت النور بعنوان :”النية”، تليها أعمال أخرى ...
أن تكوني الكاتبة والمخرجة في آن واحدة، هل المهمة سهلة بالنسبة إليك؟ أمر السهولة يعود لمقدرة الشخص على العطاء في كلا المجالين، أي في الكتابة والإخراج معا، وإن كنت أرى من خلال تجربتي أن المخرج الكاتب يعطي للعمل دفعا أكبر ويتوغل فيه بشكل أعمق، بحكم كونه صاحب الفكرة والتصور ...
ماهي المواضيع التي تجلبك عادة؟ تستهويني الكتابة في المجال الاجتماعي، فكتبت عن الدنيا وأحوالها، مسراتها وأحزانها، سكونها وأهوالها، وأخرجت مسرحية “آه يا الدنيا”، وهي مسرحية من 5 فصول شارك في تجسيدها نخبة من الفنانين الجزائريين التابعين للفرقة الإذاعية، منهم: ابراهيم رزوق، فريدة كريم، ليندة ياسمين، ظريفة، مراد زيروني وجمال فراحي، وفي الهندسة الصوتية سهيلة سلمان، أما لحن الجنيريك فهو لفتح الدين محالة، والأغنية من أداء سماح عقلة، العمل من تأليفي وإخراجي وإنتاج الإذاعة الوطنية 2013 ...
“2013” هذا يعني أنّ العمل جديد؟ أجل، وللعلم تلاه عمل آخر متواصل بعنوان “تحيا بكم”، انطلقنا به في ديسمبر 2012 وسجلناه في 30 حلقة، هو عمل تمثيلي حول الأغنية التراثية الجزائرية، مضمون وهدف الحلقات هو تصحيح معلومة فنية هامة تخص أصحاب الأغاني الأصيلة الناجحة، على سبيل الذكر؛ أغنية “كيف رايي همّلني” للمطربة سلوى التي تنسب اليوم جهلا لغيرها، أغنية “فات اللي فات” للأستاذ أحمد وهبي، “جينا زيار” لمريم وفاء، أغنية “البارح” للمرحوم الهاشمي قروابي وأغنية “راح الغالي راح” للحاج بوجمعة العنقيس، والقائمة طويلة، العمل من تأليفي أيضا وإخراجي، وإنتاج الإذاعة الوطنية، وقد قطعنا شوطا هاما وأنهينا 30 حلقة وسجلنا أخرى ...
وماذا عن رمضان، هل من إنتاج خاص بالمناسبة؟ أكيد هناك الجديد، فرمضان شهر الإلهام والإبداع دوما، وبالمناسبة حضرت 15حلقة بعنوان؛ “آه .. يارمضان”، وهي سلسلة ساخرة وناقدة للسلوكات المرفوضة التي ننسبها للأسف دوما لشهر رمضان البريء منها، تشارك في هذا العمل المسرحي كوكبة من ألمع ممثلينا، أذكر منهم: نوال زعتر، إبراهيم رزوق، ليندة ياسمين، جلال شندرلي، مراد زيروني، والقديرة فريدة كريم، هذا الإنتاج الإذاعي سيبث عبر أمواج الأثير خلال رمضان إن شاء الله وكل ما نأمل إرضاء المستمع الكريم، وفي الختام ولكل قراء “المساء” والمستمعين أوجه تحية ود، احترام وتقدير، مهنئة الجميع بمناسبة هذا الشهر الفضيل...