الشعور بالأمومة إحساس يدغدغ الكثير من النساء، وهو ما حدث مع بطلة مسرحية “يامنة”، عن نص فيديريكو غارسيا لوركا، اقتباس بوزيان بن عاشور، إخراج صونيا وإنتاج المسرح الجهوي لتيزي وزو، التي ظلت تحلم بتحقيق هذه الرغبة لكن دون جدوى.. بكت يامنة (نصيرة بن يوسف) كثيرا على حظها التعس، فهي لم تُرزق بطفل يسلّي وحدتها رغم مرور عامين على زواجها من الفردي، الرجل الذي يعشق مزرعته وحيواناته أكثر من حبه لزوجته؛ وكأنه تزوجها لكي تملأ فراغا في منزله؛ مثلها مثل أيّ أثاث، وتركها تتخبط في وحدتها وأساها اللامتناهي. وظل أمل يامنة بطلة المسرحية التي تحمل نفس العنوان والتي عُرضت أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري، في تحقيق حلمها قائما، إلا أنها تصطدم بجمود زوجها، الذي يقضي صباحه مع حيواناته ومزارعه، ومساءه مع أمواله، متجاهلا زوجته، فتشتكي يامنة لزوجها برودته إلا أنه يقابلها بالمال ويقول لها إنها محظوظة بعيشها في بيت رجل ثري، يشتغل ليلا نهارا لأجلها، إلا أنها تذكّره بحلمها، المتمثل في إنجاب طفل يحفظ السلالة ويعمّر الدار ويكون أنيسها، ولكن بدون جدوى. وما يزيد الطين بلّة أختا زوجها اللتان تزعجانها، بل تقومان بحراستها كالجنود، فيزيد ذلك من تعاسة بطلة المسرحية، ويدفعها، بتأثير من جاراتها ومن عرّافة التقت بها، للذهاب إلى الطاوس، المرأة التي تحل مشاكل النساء العقيمات مثل يامنة، ولكن يامنة ليست عاقرا، حتى إنها لا تعلم إذا كان السبب هي أم زوجها، ضاربة عرض الحائط كل الإغراءات بخيانة زوجها كي تحقق حلمها، هيهات هيهات؛ فيامنة امرأة نزيهة لا تسمح لنفسها بأن تلطّخ شرفها. لكن هل تغاضي يامنة عن كل الإغراءات سيضمن لها حب زوجها ويحقق حلمها؟ كلا، فحينما يعلم زوجها أنها ذهبت عند الطاوس وفي الليل أيضا، يجنّ جنونه ويتّهمها بالخيانة ويصفها بأبشع النعوت، وهنا تنهار يامنة وتتهمه بالعقم أمام النساء الحاضرات، فيسقط ميتا بعد أن مُسّ في رجولته، وهو الذي كان يعتبر نفسه “فحلا” بحجة أمواله الغزيرة. للإشارة، مثلت في المسرحية كل من نصيرة بن يوسف، عائدة قشود، وردية عومار، نصيرة شرف، دليلة أزرويل، رزيقة نهليل، فاطمة حسناوي، محمد زياد طافر، حسين أيت قني السعيد، وكنزة طالبي. وتضمنت المسرحية عدة أغان أدتها بطلة المسرحية بالدرجة الأولى، علاوة على بعض الكوريغرافيا، كما حملت، رغم عمق الموضوع، بعض الفكاهة، المتمثلة في تصرف أخت الفردي المضحك. أمّا عن السيناريو فجاء ثريا والديكور جميلا.