قال الرسول صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة" وقال أيضا: "نعم سحور المؤمن التمر" ولما كان التسحر بالتمر من سنة النبي المصطفى فقد رغبت المساء في إجراء استطلاع حول مدى تطبيق هذه السنة، ونوعية وجبة السحور التي يتناولها المواطن الجزائري. بين راغب في النهوض للتسحر من أجل الصبر على الجوع والعطش وتطبيقا لسنة النبي المصطفى ورافض له من منطلق الرغبة في النوم أو فقدان الشهية بسبب عدم التعود على الأكل في وقت السحور، جاءت إجابات المواطنين مختلفة ومتنوعة. لا غنى عن المسفوف باللبن أجمع بعض المواطنين رجالا ونساء على أن الطبق المفضل عندهم في السحور هو المسفوف (كسكس الزبيب واللبن) والذي اعتادوا على التسحر به منذ القدم، كونه يعتبر من التقاليد المتعارف عليها عند العائلات الجزائرية، وهو ما أكدته لنا "الحاجة زوبيدة" التي التقتها "المساء" في سوق الأبيار حيث قالت "يعتبر المسفوف خير وجبة للسحور، لأنها وجبة خفيفة ولا يشعر من يأكلها بالجوع طول النهار، بينما يمنح الزبيب جسمنا الطاقة لأنه يحتوي على نسبة عالية من السكر". وإلى جانب المسفوف يميل بعض الجزائريين إلى احتساء فنجان القهوة دقائق قبل موعد الإمساك. وحسب رأيهم فإن القهوة تجنبهم الشعور بالأرق والصداع وتهيّء عقولهم لتحمل متاعب النهار، وهو ما حدثنا به سعيد (بائع أحذية بالأبيار) حيث قال "أحرص دائما على تطبيق سنة نبينا، حيث أنهض عند موعد السحور لأشرب فنجان قهوة يجنبني آلام الرأس خاصة في الأيام الأولى من رمضان". الرغبة في النوم والخوف ومن المرض أعرب بعض المواطنين ممن لا يتسحرون عن وعيهم الكامل بالقيمة الدينية للتسحر، إلا أن الخوف من مشاكل الهضم حسب رأيهم يجعلهم يتفادون التسحر، إذ يسهرون إلى وقت متأخر من الليل بعدها يأكلون وجبة خفيفة وينامون، وحول هذا حدثتنا أسماء قائلة "إن حدث وتسحرت فالأكيد أني لا استطيع الصيام، لأني سرعان ما اشعر بالغثيان والرغبة في التقيؤ وأعجز عن القيام بأي عمل، وقد أقضي طول اليوم في الفراش". بينما يميل البعض الآخر إلى التفريط نهائيا في هذه السنة المباركة رغبة في النوم، خاصة البعض من فئة الشباب الذين يتحول نهارهم إلى ليل فينامون بالنهار ويسهرون أو يعملون ليلا، بهذا الخصوص يحدثنا أحمد عامل بمقهى ببوزريعة قائلا "ينقلب نظام عملي نهائيا في رمضان، حيث اعمل بالليل إلى وقت متأخر، فينال مني التعب، وبمجرد أن ادخل منزلي عند الساعة الثانية أوصي زوجتي بعدم إيقاضي لوجبة السحور لأني أفضل النوم حتى أتمكن من العمل في اليوم الموالي". الجهل والغلاء يغيّبان التمر تبين لنا ونحن ندردش مع المواطنين خلال جولتنا الاستطلاعية بشوارع العاصمة أن الأغلبية لا تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتسحر بالتمر، تبعا لما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "نعم سحور المؤمن التمر"، وذلك لما في التمر من فوائد غذائية، حيث أثبتت البحوث العلمية أنه يعتبر غذاء كاملا يحتوي على نسبة كبيرة من السكر التي تمنح جسم الإنسان الطاقة وتمكنه من الصبر على الجوع والعطش. بينما أعرب البعض الآخر من المواطنين أن الغلاء وراء عدم التسحر بالتمر، حيث حدثتنا السيدة سعاد والتي كانت تسأل عن ثمن التمر بسوق بوزريعة قائلة: "الغلاء جعلنا نستغني عنه حتى عند الإفطار ونعوضه بالماء، أو نأكل الشوربة مباشرة، فسعر الكيلو غرام الواحد بلغ 400 دج، وليته كان من النوع الجيد فإذا حدث واشتريته فإنه ينفذ عند الإفطار بحكم أن عدد أفراد عائلتي كبير. ولأن مرتب زوجي جد متواضع أفضل الاستغناء عنه نهائيا حيث نتناول "المسفوف" الذي يكفي كل أفراد أسرتي، فأضمن بذلك تطبيق سنة رسولنا الكريم بالتسحر".