عرفت المظاهرات العارمة التي شهدتها مختلف مدن ومحافظات مصر أول أمس، مناصرة للرئيس المعزول محمد مرسي مقتل ثلاث نساء وإصابة سبعة أشخاص آخرين. ولقت هاته النسوة مصرعهن بمدينة المنصورة في دلتا النيل شمال البلاد، إثر اشتباكات نشبت بين مؤيدي ومناهضي مرسي. واتهم إبراهيم أبو عوف، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لحركة الإخوان، من وصفهم بقناصة مدربين، بإطلاق النار عليهن خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدينة، للمطالبة بعودة الرئيس الإخواني المعزول. وقال "إن الشعب المصري كله، وليست الأحزاب الإسلامية فقط، لن يغادر الميادين حتى عودة الشرعية، ولن يقبل بعودة حكم العسكري لمصر". وواصل أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اعتصامهم بالعاصمة القاهرة، لتأكيد إصرارهم على مطلبهم في عودته، ضمن مشهد يكرس انقسام الشارع المصري، بقدر ما يثير المخاوف من نهاية مجهولة العواقب. وبعد يوم حاشد فيما عرف بمليونية "كسر الانقلاب"، لا زال آلاف المتظاهرين معتصمين بأهم موقعين اتخذهما الإخوان المسلمون ساحتين للاحتجاج منذ حوالي ثلاثة أسابيع الأول بضواحي مسجد رابعة العدوية وجامعة القاهرة. وشهدت مصر أول أمس، أضخم مظاهرات مؤيدة للرئيس مرسي منذ تشكيل الحكومة المؤقتة الثلاثاء الماضي، خرج خلالها عشرات الآلاف من أنصاره بمختلف محافظات ومدن البلاد، للمطالبة بإعادته إلى منصبه، ونددوا بما وصفوه ب«انقلاب العسكر على الديمقراطية".ورفع المتظاهرون في ميدان رابعة العدوية شعارات كتب عليها "أين ذهب صوتي"، في إشارة إلى أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في مصر التي جرت شهر جوان 2012 وفاز خلالها الإخواني محمد مرسي بكرسي الرئاسة. وهو ما جعل المشرفين على المظاهرات ينظموها تحت شعار "كسر الانقلاب" الذي أطاح في الثالث جويلية الجاري بنظام الرئيس المنتخب، محمد مرسي. وحاول آلاف المحتجين وهم يرددون شعارات مناهضة لوزير الدفاع، الجنرال عبد الفتاح السيسي التوجه إلى وزارة الدفاع والمقر العام للحرس الجمهوري القريبين من مسجد رابعة العدوية، لكنهم وجدوا أمامهم عديد الحواجز التي نصبها الجيش أمام مختلف المؤسسات والمواقع الهامة. ونفس المشهد الاحتجاجي عاشته محافظات ومدن مصرية أخرى، على غرار الإسكندرية ودمياط والعريش شمال سيناء والصعيد والشرقية، كما خرجت مسيرات في حلوان تطالب كلها بإعادة الرئيس المعزول مرسي لمنصبه، وتظاهر الآلاف في محافظة المنيا. وتجمع آلاف من مؤيدي الرئيس المعزول بمدينة ستة أكتوبر ورددوا هتافات تطالب باحترام الشرعية وإعادة مرسي إلى منصبه، رافعين صور الرئيس المعزول، ومؤكدين عزمهم على مواصلة اعتصامهم حتى تتحقق مطالبهم. ويواصل أنصار الرئيس مرسي اعتصاماتهم، ومظاهراتهم الاحتجاجية، رغم تحذيرات الرئيس الانتقالي عدلي منصور، وأيضا الجيش بضرب كل المحتجين في الساحات العمومية. وبمقابل مليونية "كسر الانقلاب" التي دعا إليها ما يعرف ب«التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية"، نظم متظاهرون معارضون لمرسي مظاهرات مضادة بوسط ميدان التحرير بقلب القاهرة وقصر الاتحادية، أطلقوا عليها شعار "جمعة النصر والعبور". ويبقى الانقسام سيد الموقف في شارع مصري لا يبدو أنه سيعرف طعما للاستقرار إذا لم يتم تدارك الوضع في أقرب وقت، بما يلم شمل الشعب الواحد ويقود بمصر إلى برّ الأمان.