هدد ريتشارد ديرلاف، المدير السابق لجهاز الأمن الخارجي البريطاني “أم. آي 6”، بالكشف عما وصفها ب«تفاصيل جديدة متفجرة” حول فضيحة الملف المخادع” الذي أعدته حكومة رئيس الوزراء الأسبق، طوني بلير، لتبرير إشراك بريطانيا في غزو العراق. وكشفت صحيفة “ميل أون صوندي” أمس، أن “ديرلاف البالغ من العمر 68 عاما حصل على معلومات استخباراتية حول حقيقة ملف أسلحة الدمار الشامل لدى نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إلا أن حكومة طوني بلير تعمدت تضخيمها لتبرير الإطاحة به شهر مارس 2003. وأضافت الصحيفة، أن ديرلاف الذي يقوم حاليا بوضع اللمسات الأخيرة على كتاب جديد حول هذه القضية، كان يعتزم إبقاء عمله رهن السرية وترك مذكراته للمؤرخين والباحثين بعد وفاته، لكنه تراجع عن موقفه وهدد باللجوء إلى نشره في حال وجد تزييفا للحقائق في نتائج “تحقيق تشيلكوت”، الذي ينتظر البريطانيون نتائجه حول هذه القضية . وكشف ديرلاف، أن ما كتبه ويكتبه حاليا هو”سجل للأحداث المحيطة بغزو العراق من وجهة نظره المهنية عندما كان مديرا لجهاز مكافحة التجسس “أم. آي 6”، ويريد إتاحته كمصدر للباحثين بعد وفاته، ولا يعتزم حاليا انتهاك وعوده بالحفاظ على سرية المعلومات الرسمية عن طريق نشر أي مذكرات”. وحسب المصدر، فإن “ديرلاف اقتنع أن بعض معلومات جهاز “أم.إي6 “ الخاصة بأسلحة الدمار الشامل العراقية لم تكن دقيقة، “لكنه أصر على “ضرورة أن يكشف “تحقيق تشيلكوت” حول حرب العراق بالدور الذي لعبه طوني بلير ومدير مكتبه الإعلامي، ألستير كامبيل، في كل التسريبات الإعلامية التي زعم من خلالها بأن صدام حسين لن يتوان في استخدام الأسلحة الكيميائية لاستهداف القوات البريطانية المتمركزة في قبرص، ومهدت الطريق أمام وضع بريطانيا على مسار المشاركة في غزو العراق. وكانت تقارير صحفية كشفت الأسبوع الماضي، بأن جون تشيلكوت، رئيس لجنة التحقيق حول حرب العراق، وجه رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، أبلغه فيها بأنه يعتزم “الكتابة شخصيا إلى الإفراد الذين ينوي انتقادهم على دورهم في حرب العراق، ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق بلير“. وذكر مصدر أمني لصحيفة “ميل أون صندي” “أن ديرلاف يريد تفجير قنبلة موقوتة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، والدفاع عن نزاهة جهاز “أم.آي 6” بعد تعرضه لانتقادات شخصية بشأن أداء جهاز الأمن الخارجي وعلاقته القوية مع بلير”.