افتتحت، أمس، بدار الإمام، فعاليات جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده في دورتها العاشرة، بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف وبعض أعضاء الحكومة وسفراء الدول الإسلامية بالجزائر وحفظة القرآن الكريم من 48 دولة مشاركة. انطلقت الفعاليات بتدخل الأستاذ يوسف بلمهدي الذي اعتبر أن الجائزة أصبحت محجا للعالم الإسلامي وأصبحت مؤتمرا عالميا للقرآن الكريم، كيف لا والجزائر ظلت دوما أرض الشهداء والجهاد والقرآن. بعدها قرأ الشيخ مسيني عمران ما تيسر من القرآن ليتدخل بعده الدكتور كمال ڤدة الذي أكد أن هذه المسابقات في عالمنا الاسلامي مظهر من مظاهر حفط الوحي، علما أن الجزائر لها مسابقتها التي يرعاها رئيس الجمهورية كما أن هذه السنة هي العاشرة في عمر المسابقة وهي في تطور من سنة إلى أخرى. الدكتور محمود عكاوي، من لبنان وعضو لجنة التحكيم، ألقى كلمة باسم الوفود وقال إن الجزائر هي بلد الخير والقرآن والشموخ يلتقي فيها الجميع على مائدة القرآن في شهر القرآن خاصة في العشر الأواخر، مضيفا "أن الوفود تقدم التقدير للرئيس بوتفليقة على جهوده الرامية إلى تشجيع حفظ كتاب الله". وزير الشؤون الدينية، السيد بو عبد الله غلام الله، رحب بالحضور وبالأخوة الاسلامية وبالإيمان الذي يجمع المسلمين ويوحدهم، مذكرا بجهاد الجزائر التي لم تفرط طيلة 132 سنة في كتاب الله رغم كل الأهوال. وأكد الوزير أن الجائزة بدأت متواضعة لكن اهتمام وتكفل رئيس الجمهورية بها أعطاها القوة والاستمرارية، مذكرا أن الجزائر كباقي الوفود تشارك بمتسابق واحد، متمنيا أن تكون الجائزة من نصيب الجزائر، الوزير تمنى يقظة ضمير أمتنا بالوحدة والمحبة ونبذ الفرقة، ليعلن بعدها عن الافتتاح الرسمي لهذه الفعاليات. وقد شهد الافتتاح الرسمي إلقاء محاضرة للدكتور محمد صافي مستغانمي وهو أستاذ محاضر مقيم بالإمارات له موسوعة علمية في الفقه، كما أنه كثير الظهور في وسائل الإعلام العربية وهو مدير لمدرسة المعارف بدبي وصاحب 7 مؤلفات. المحاضرة كانت بعنوان "من روائع البيان في القرآن الكريم"، حرص فيها على قطف ما لذ وطاب من رياض كتاب الله، ومن ضمن ماجاء في مداخلته أن القرآن لسان عربي مبين "إنا أنزلناه قرآنا عربيا". يؤكد المحاضر أن أي إنسان إذا أراد استخراج درر القرآن فعليه بالعربية، فيها يفسر القرآن سعة وثراء وشمولا وهي لغة سعت كلام الله وهي الواصل بين الإنسان والقرآن. المحاضر أعطى أمثلة من القرآن فيما يخص الاحتراس وهو لتوضيح المعنى أكثر حتى لا يقع اللبس أو التحريف منها "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا" فإن استطاعوا محت كل محاولة خاصة بغلبة الكفار. إن تظاهرة جائزة القرآن الكريم تعنى بخدمة كتاب الله وببرامج ذات صلة بتنشيط وحفظ القرآن ونشر الثقافة القرآنية وتشجيع الناشئة على الإقبال على كتاب الله والتعلق به والتشبع بعلومه والالتزام به. ومن بين الدول المشاركة في هذه الدورة الأردن، إفريقيا الوسطى، أندونيسيا، الامارات، تركيا، جزر القمر وغيرها، وبالموازاة تنظم مسابقة تشجيعية لصغار حفظة القرآن (أقل من 15 سنة) عددهم بين 20 و30 فردا سيفتكون الجوائز الثلاث الأولى وهذا بعدما اجتازوا التصفيات على مستوى ولاياتهم. للإشارة، فإن قيمة الجائزة الأولى لهذه السنة هي مليون دينار والثانية 800 ألف دينار والثالثة 750 ألف دينار، كما سيتم تكريم الفائزين الجزائريين في المسابقات الدولية خاصة بمصر ودبي والسودان (تحصلوا على الجوائز الأولى). فعاليات المنافسة انطلقت أمس وتستمر إلى غاية ال26 من رمضان، حيث سيتوج الفائزون في حفل ليلة القدر.