خصصت ولاية قسنطينة غلافا ماليا في حدود ال 770 مليار سنتيم موزعة على أربع عمليات، تدخل في إطار الاستعدادات لتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” المزمع تنظيمها خلال شهر أفريل من سنة 2015، وتهدف هذه العمليات التي ستنطلق جملة واحدة في شهر سبتمبر المقبل، إلى تحسين الوجه الجمالي لعاصمة الشرق وإعطائها الصورة اللائقة التي يجب أن تظهر بها خلال هذه العرس العربي. وفي هذا الصدد، سطرت مديرية التعمير والبناء بالولاية، تهيئة العمارات الواقعة على مشارف الطرق والمحاور الكبرى للمدينة، وكذا تلك الواقعة على مسار الترامواي، حيث تم تخصيص أكثر من 300 مليار لهذه العملية التي ستمس 473 عمارة، تتكفل مديرية البناء والتعمير ب443 عمارة منها، بينما يتكفل ديوان الترقية والتسيير العقاري ب30 عمارة المتبقية، وستخضع هذه العمارات لعمليات تهيئة وترميم واسعة، انطلاقا من نزع الهوائيات المقعرة الشخصية التي تشوّه واجهات وشرفات هذه البنايات، وتعويضها بأجهزة استقبال جماعية، على غرار ما هو معمول به في بعض الدول الأوروبية، مع دهن وتحسين واجهات العمارات، تنظيف الأقبية، تهيئة الطوابق السفلى للعمارات، وتحسين واجهات المحلات الموجودة في هذه العمارات، كما ستمس العمليات التي ستوزع على دوائر قسنطينة الست، كل ما له علاقة بالعقار من بنايات، مساحات خضراء، ساحات عمومية وأرصفة. وبما أن قسنطينة تتميز بطابع جغرافي خاص تغلب عليه المنحدرات والمرتفعات، مما جعل عدد السلالم كبيرا في هذه المدينة، فقد تقرر في إطار عمليات التهيئة والترميم إعادة ترميم السلالم بقسنطينة، حيث تم إحصاء 87 سلما سيتم التكفل بها، كما تم وضع دراسة لتعويض 5 سلالم طويلة بوسط المدينة من شكلها العادي إلى سلالم ميكانيكية تسهّل تنقل زوار قسنطينة من الأماكن المنخفضة إلى الأماكن العليا، على غرار السلالم التي تربط مدخل حي بوجريو (سانجان) بمحاذاة القطب الجزائي إلى حي الكدية المرتفع. وسيشمل البرنامج أيضا، وضع عدد من المشاريع التي لها علاقة بالتظاهرة، على غرار قاعة حفلات بسعة ثلاثة آلاف مقعد على شكل قاعات “الزينيت”، التي من المنتظر أن يوضع حجر أساسها بحي زواغي بمحاذاة المطار الدولي محمد بوضياف، قطب ثقافي وحظيرة علمية هي الثالثة من نوعها على المستوى الوطني بعد حظيرتي العاصمة ووهران، بمنطقة رحماني عاشور (باردو) على المساحة التي تم إخلاؤها من السكنات الهشة والقصديرية في وقت الوالي السابق. هذه المشاريع وبعد مناقشتها من طرف الجهاز التنفيذي، تقرر وبتوصية من الوالي، عرضها على المجالس الشعبية المنتخبة سواء البلدية أو الولائية، للتعديل، الاقتراح والتنقيح، حسب تأكيد مدير البناء والتعمير بالولاية السيد جمال قاضي، في خطوة من أجل السماح للجميع، بمن فيهم المواطن البسيط، بالمشاركة في التحضير وإنجاح الموعد الهام في تاريخ قسنطينة، هذه المدينة العريقة التي تضرب حضارتها في أعماق التاريخ، والتي يجب أن تستغل هذه الفرصة أحسن استغلال لتسويق صورتها الحضارية عند الأشقاء العرب. وأكد مدير البناء والتعمير أن المشكل الوحيد الذي قد يعترض القائمين على تحضير هذه التظاهرة، هو الوقت الذي لن يكون طبعا في صالح القائمين عليها، غير أن المتحدث بدا واثقا من أن المشاريع، وحسب البرنامج المسطر، ستكون جاهزة قبل موعد 16 أفريل 2015، تاريخ انطلاق التظاهرة، خاصة أن دراسات عديدة خاصة بهذه المشاريع انطلقت، في انتظار انطلاق المشاريع جملة واحدة مع الدخول الاجتماعي المقبل.