تتواصل كلّ صباح معك حواء من خلال برنامج «سيدتي»، الذي هو منك وإليك، تدخل البيوت بابتسامتها المعتادة وأركان برنامجها المتنوعة التي تستقطب شريحة هامة من النساء، إنّها الإعلامية ومعدّة ومقدمة البرنامج التلفزيوني «سيدتي» نسيمة شاوش، التي استقبلتنا بمكتبها وكان لنا معها هذا الحوار، الذي أثرنا من خلاله جوانب هامة عن العمل الإعلامي، ميزاته ومتاعبه ومشوارها في هذا الحقل الرحب، مركزين على برنامج «سيدتي» وما يمكن أن يجلبه من فائدة للمرأة والأسرة. المساء: بينك وبين الصحافة حبّ قوي، حدّثينا عن بداية الرحلة في عالم مليئ بالمتاعب والمتعة. الإعلامية نسيمة شاوش: بالفعل هناك حب كبير نشأ بيني وبين الصحافة منذ الصغر، حب جعلني أفضّلها على الطب؛ لأني حاصلة على بكالوريا علوم سنة 1990، كانت أمنية والدي أن أصبح طبيبة لكني اخترت الصحافة، فدخلت كلية العلوم السياسية لأتدرج في الدراسات العليا وأحصل بعد الليسانس على ماجستير في العلوم السياسية، موضوع الرسالة (روسيا). بدايتي مع التلفزيون كانت بالبيئة لأهميتها وضرورة المحافظة عليها، فعملت كرئيسة وحدة في برنامج «صباح الخير»، لأتفرغ بعدها للشباب من خلال برنامج عالم التكوين والشغل «مهن وحرف»، فكنت المعدة والمشرفة والمقدمة له، وبعده ابتعدت عن التكوين، لكني بقيت دائما مع الشباب في حصة «شباب اليوم»، لكن هدفي منذ البداية كان «صباحيات»، التي أُبعدت عنها لفترة، لأعود إليها ثانية وفي جعبتي برنامج آخر «سيّدتي»..
قبل الحديث عن «سيدتي» نريد معرفة تفاصيل رحلتك إلى كوريا الجنوبية ومشاركتك في معرض «يوسو» الدولي. رُشحت للمشاركة من طرف مديرية الإنتاج وعلى رأسها السيد» بلعريبي»، الذي أكنّ له كل الاحترام والتقدير لتقديره هو أيضا للكفاءات. شاركت في هذا المعرض بحكم إتقاني إلى جانب اللغة العربية اللغتين الفرنسية والإنجليزية واهتمامي بالبيئة طوال سنوات، ستة أشهر للتحضير قبل السفر،س وقد أنجزت خلالها عدة أشرطة وثائقية خاصة بالبيئة، منها شريط خاص بالصيد، كما قمت بتغطيات ومراسلات إخبارية من موقع الحدث كوريا الجنوبية، التي احتضنت المعرض الدولي «يوسو» السنة الماضية 2012 المخصّص للبيئة، ولا أخفيك أنّ التجربة كانت رائعة في بلد أكثر من رائع، يولي شعبه اهتماما بالغا بنظافة المحيط والحفاظ على سلامة البيئة، التي تنعكس على سلامة الفرد بطبيعة الحال...
أنت اليوم مسؤولة عن حصتين هامتين، وهما حصة «صباح الخير» وحصة «سيّدتي»، فكيف ترين المسؤولية؟ أرى أنّ المسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفا، وتحمّلها يستوجب خبرة وقدرة وكفاءة على القيادة والعطاء؛ فالمسؤولية لا تعني الجلوس على كرسي وإعطاء الأوامر لينفّذها الغير، بالعكس، فأن تكون مسؤولا في مجال كمجال الإعلام يعني أن تبقى دوما في تواصل مع الصحفيين، الذين أنا فرد منهم باعتباري صحفية قبل وبعد المسؤولية، فنحن نعمل كأسرة واحدة ولمصلحة مشتركة، ألا وهي الارتقاء ببرامج التلفزيون؛ خدمة للمشاهد الكريم...
المرأة نصف المجتمع، وهي مدرسة؛ إذا أُعدّت بالطريقة اللائقة أثمرت، وإذا أُهملت ضاعت، فما هي الفقرات التي ترين وجودها أساسيا في برنامج المرأة؟ في اعتقادي أنّ المرأة مهما بلغت من التعقل ومهما تدرّجت في العلم إلاّ أنّها تبقى دائما بحاجة إلى دعم معنوي وبسيكولوجي وإلى الكلمة الحنونة؛ بحكم عاطفتها المتدفقة التي خصها الله بها، ولهذا يركّز برنامج «سيدتي» على هذا الجانب تحديدا؛ لكونه أهم ما يجب أن يراعى. والمرأة الجزائرية بحاجة إلى أكثر من برنامج يهتم بها، ففي رأيي كل فقرة من «سيدتي» يمكن أن نصنع منها برنامجا هاما للمرأة، ولكن حتى لا تُحرم المرأة نهائيا من برنامج موجّه إليها، استقطعنا هذه السويعة التي نأمل مستقبلا أن تمتد أكثر لنعطي المزيد؛ خدمة للمرأة والأسرة والمجتمع..
نسيمة إنسانة غير متكلفة لا في هندامها ولا في كلامها، وهذه عادة ميزة الإعلامي الناجح... بالفعل، فلمن تاه عن عنواني يجده في بساطتي وعدم تكلفي، أنا إنسانة متواضعة جدا وأكره التصنّع؛ لأني أدرك أنه مقبرة العظماء وأؤمن أنّ مهنة الصحافة هي مهنة التواصل مع الآخر؛ خدمةً له، فنحن مسخَّرون لخدمة الفرد والمجتمع فكيف نسعى للاستعلاء على شريحة نحن منها وخادمون لمصلحتها؟! فنحن بدون المستمع والمشاهد والقارئ لا يمكننا أن نصنع عالما اسمه الإعلام، وعليه يجب أن نكون فردا من هذا المجتمع إذا ما أردنا أن نتواصل ونتفاعل ونعطي الأحسن والأجود...
ونحن نعيش أجواء الاحتفالات بعيد الاستقلال ونعيش فرحة العيد... هل من أمنية؟ أمنيتي هي الاستقرار والأمن والأمان والرفاهية والتحضر، وأركّز على كلمة التحضر بكل ما تحمله من رقي وسمو أخلاقي وعلمي وحضاري. الملاحَظ أنّ المجتمع الجزائري فقد الكثير من القيم السامية، وأهمها التربية أساس ازدهار الأمم، على رأي الشاعر: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت»، وللأسف مجتمعنا تخلى عن التربية التي يجب أن تعود إذا ما أردنا تجنب اندثار المجتمع، وعليه نأمل أن نسترجع كل القيم السامية لتنشئة جيل يعتمد عليه وتفتخر به الأمة، وقد كان رمضان فرصة لتجديد وتوطيد علاقتنا بالأخلاق المفتقَدة طول السنة، وبمناسبة العيد المبارك أتمنى للجميع الصحة والعافية، وصوما مقبولا بإذن الله ودعاء مستجابا في هذه الأيام المبارَكة التي لا يُردّ فيها الدعاء...