مذيعة قديرة ومسؤولة بقسم البرمجة بالجزائرية الثالثة، رفيقة الميكروفون والشاشة من خلال طلاّت مميّزة، مبدعة وخدومة إذ لا يقتصر نشاطها على الجانب الإعلامي فقط، بل تعدّ أيضا عضوا قياديا بالمرصد الوطني لترقية المرأة، ترأست مؤخرا مشروعا خاصا باللّحاف الجزائري، كرمز للحشمة، الهوية والأصالة، تحت رعاية معالي الوزيرة المكلّفة بالأسرة والمرأة السيّدة نوارة جعفر، لقاؤنا كان ثريا من خلال هذا الحوار الذي أجريناه مع السيّدة صبيحة شاكر، المذيعة، الإعلامية، المسؤولة والأمينة العامة بالمرصد الوطني، مكلّفة بالجالية والعلاقات الدولية التي حدثتنا عن أمور شتى جد هامة: -''المساء'': هل يوم 8 مارس كاف، في رأيك، لتثمين وحصر مجهودات المرأة والإعتراف بمكانتها وأهميتها في المجتمع؟ * السيدة صبيحة شاكر: عدّ الثامن من شهر مارس يوما عالميا للمرأة وهذه سنّة معهودة، لكنني شخصيا، أرى أنّ المرأة الجزائرية بصفة خاصة جديرة بأن تحظى باحتفال دائم على مدار السنة، نظرا للمجهودات الجبارة التي تبذلها والإنجازات الهامّة التي حقّقتها وتحقّقها يوميّا، في جميع الميادين اجتماعيا، اقتصاديا، فنيا، ثقافيا وسياسيا... - على ذكر السياسة، ونحن على أبواب الإنتخابات التشريعية، كيف ترين دور المرأة سياسيا؟ * المرأة الجزائرية دوما حاضرة، فكما شاركت بالأمس جنبا لجنب مع أخيها الرجل في حرب التحرير، وشاركت بعدها في عملية البناء والتعمير، هي حاضرة وبقوة في المناصب القيادية، وقد لا يخلو منصب هام من وجودها، فحتى منصب الوزارة تقلّدته وأثبتت نجاحها في الميدان، وكلّ ما نأمله هو وجودها المكثّف والفعّال في مثل المناسبات الحاسمة والمصيرية التي تخدم مستقبل البلاد.... - كمسؤولة بقسم البرمجة بالجزائرية الثالثة، ما هي البرامج التي ترين أنّها ناقصة أو منعدمة وضروري تواجدها في الشبكة؟ * أرى أنّ هناك نقصا كبيرا في برامج الأطفال، كما أنّ هناك غيابا كليا لبرنامج خاص بالمرأة، يطرح انشغالاتها ويظهر إبداعاتها، برنامج توعوي، توجيهي، تحفيزي شامل، ومثل هذه البرامج هي، في رأيي، جدّ ضرورية، هذا عدا كونها تجلب نسبة مشاهدة كبيرة، ففي اعتقادي أنّ الطفل الجزائري بحاجة إلى برامج هادفة، والمرأة كذلك، ولنا من الكفاءات والقدرات لإعداد وإنجاز أرقى البرامج وأجملها، ما يكفي ويفيض... - كمسؤولة على البرمجة، ما تقييمك للدراما الجزائرية؟ * أنا شخصيا أشجّع كل ما هو جزائري، وأتابع ما ينتج باهتمام، وأرى أنّ الدراما الجزائرية تعكس واقعنا المعاش، وتحترم أيضا المشاهد الكريم وتجمع العائلة، ولا تفرّقها لكونها موجّهة لمجتمع محافظ له خصوصياته، حيث يمكن للأسرة الواحدة أن تشاهد العمل بكلّ ارتياح، لذا نجد لها جمهورا كبيرا، ولعلّ الإقبال الأكبر عليها يكون في رمضان، وإن كنا نأمل أن يكون الإنتاج الدرامي على مدار السنة وليس فقط في رمضان.... - وهل أنت مع الدراما التركية واقتحامها لمجتمعاتنا العربية بسلبياتها وإيجابياتها؟ * لست مع أو ضد مثل هذه الأعمال، فالدراما التركية فيها الإيجابيات والسلبيات، فالمجتمع التركي مجتمع علماني، وهذا ما يجعل الدراما التركية أو مضمونها منافيا لعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وديننا، كمجتمعات مسلمة محافظة، وإن كان لها إيجابياتها أيضا، إذ نستلهم منها الحبكة الدرامية، الحرفة التقنية العالية، وحتى الديكور، فكلها أمور إيجابية... وكل ما أنصح به هو أخذ ما يصلح وترك مالايليق، علينا غربلة الأشياء ومراقبة الأبناء وتوجيههم لكي لا يقعوا فريسة أفكار وسلوكيات خاطئة، مضلّلة... - كأمينة عامّة بالمرصد، مكلّفة بالجالية والعلاقات الدولية، ما هي أهمّ المهام المخوّلة إليك؟ * كأمينة وطنية وعضو قيادي بالمرصد الوطني الجزائري لترقية المرأة، مكلّفة بجاليتنا بالخارج والعلاقات الدولية، سبق وأن أحضرت مذيعات قديرات أذكر؛ السيّدة فتيحة مرابطين ومريم المقيمتان منذ سنوات بفرنسا وغيرها، كما نستدعي في كلّ مناسبة وجوها بارزة في شتى المجالات، ونكرّم مبدعين ومبدعات، وكمجتمع مدني، كرّمنا أيضا وجوها عربية، منهن المؤلّفة والسيناريست: دينا فارس، والإعلامية الفنانة ساية العياري من تونس، كما اغتنمنا فرصة المهرجان الإفريقي بالجزائر لعرض منتوجات جزائرية وإفريقية، وبالمناسبة، أوجّه تحية خاصة لرئيسة المرصد السيّدة شائعة جعفري على مجهوداتها المبذولة للارتقاء بالمرصد لصالح المرأة الجزائرية، وكذا كلّ الزميلات الخدومات اللاّئي أحييّهن على عملهنّ النبيل، وأريد التنويه أنّ عملي تطوعي، الهدف منه توطيد جسور التواصل بيننا وبين الجالية، والإشادة بتقاليدنا وتراثنا الفني والثقافي الغني الذي يمثّل الهوية الجزائرية. - ما مدى مساهمة المرصد الوطني لترقية المرأة في إحياء التراث وترسيخ الهوية الجزائرية؟ * تحت رعاية معالي الوزيرة المكلّفة بالأسرة؛ السيّدة نوارة جعفر، ترأست مشروعا خاصا باللّحاف الجزائري أو الحايك، كما يُقال بالعامية، وهذا حفاظا على هذا الموروث الهام الذي يعدّ رمز الأصالة والحشمة، ولكي يبقى حيّا، خالدا، مستعملا لا مهملا على مدى الأزمنة، وهذا مهما تطوّرت العصور... - عدا التراث، ماهي الجوانب الأخرى التي يوليها المرصد اهتماما؟ * يولي المرصد الوطني اهتماما كبيرا وخاصّا بصحة المرأة، ولقد خصّص برنامجا ثريّا لشهر مارس، حيث أقيم يوم دراسيّ، اتخذ شعار المرأة والأمن الصّحي ببن عكنون، وعلى هامش هذا اللّقاء الهام، قام المرصد بتكريم أقدم الكفاءات المتفانية في الخدمات الصّحية، كما أُلقيت محاضرات للتوعية بأخطر الأمراض التي تفتك بآلاف النساء، ومنها سرطان الثدي، وكان هناك حديث حول أهمية تباعد الولادات من الناحية الصحية، وحتى بالنسبة للتربية.... - ما هي أهمّ مشاريع المرصد للارتقاء بالمرأة، والحفاظ على سلامتها ورفاهية أسرتها؟ * سلامة المرأة تعني سلامة الأسرة ورفاهيتها أيضا، وعليه، وكما سبق أن ذكرت، صحّة المرأة تأتي في الدرجة الأولى بالنسبة للمرصد، ولقد تولينا مؤخّرا الاهتمام بالتهاب المفاصل الذي انتشر وعمّ، وبات يهدّد الأكثرية، ولقد قدّم المرصد مشروعه للمجلس الشعبي الوطني للمصادقة عليه.. كما توجد مشاريع أخرى في شتى المجالات، يسعى المرصد لتحقيقها مستقبلا، كلّها قطع لفائدة المرأة والمجتمع، باعتبارها نصف المجتمع... - هل من نظرة تفاؤلية لمستقبل المرأة الجزائرية؟ * أنا كلي تفاؤل بمستقبل المرأة الجزائرية التي قطعت أشواطا هامّة في مسارها المهني، وحقّقت إنجازات كبيرة في مجالات دقيقة وصعبة، تتطلّب قدرات خارقة، منها مجالي العلوم والتكنولوجيا، فالمرأة الجزائرية أثبتت وجودها في كلّ مكان، وأفرغت شحنتها الإيجابية في مجالات حيّة؛ كالفن، الثقافة، الأدب والإعلام، ولنا من الإعلاميات البارزات ما يشرّف الجزائر، يرفع الرأس فعلا، وهناك برلمانيات ووزيرات قادرات على تحمّل المسؤوليات الملقاة على عاتقهن، ولذا أنا جدّ متفائلة ومؤمنة بمستقبل زاهر للمرأة في الجزائر، والتي لا تدخّر جهدا في خدمة هذا الوطن....